تقرير: تسريب المياه في سد النهضة وأعمال إثيوبيا على بواباته
كشف الباحث في الشأن الأفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن تفاصيل تسريب المياه في جسم سد النهضة الإثيوبي، مستندًا إلى صورة قمر صناعي حديثة تكشف أماكن التسريب وحجم المشكلة. ويؤكد إبراهيم أن السد يشهد عمليات ترميم وإصلاح، مع استمرار إثيوبيا في غلق مفيض السد ومرور المياه من خلال عدد محدود من التوربينات.
التسريب في جسم السد
وأشار هاني إبراهيم إلى أن الصورة الأخيرة التي تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية تظهر بوضوح التسريب من سد النهضة، خاصة في منطقة البوابات السفلية. وأوضح إبراهيم أن التسريب قد يكون ناتجًا عن محاولة تدعيم أو إزالة جزء خرساني بسبب التسرب المستمر من ممرين الاستخدامات. رغم أن هذه الممرات تم غلقها مؤخرًا، إلا أن التسريب ما زال مستمرًا، مما يثير قلقًا بشأن سلامة السد وفاعليته.
الأعمال الجارية في السد
منذ أيام، بدأت أعمال إزالة البوابات المعدنية التي لم يكن لها دور فعلي في السد، مع إجراء أعمال صب خرساني في المناطق المجاورة لهذه البوابات. وعند سؤاله عن سبب هذه الأعمال، قال هاني إبراهيم إنها تأتي بعد عدة سنوات من تشغيل السد، مما قد يعني وجود مشاكل تقنية استدعت هذه الإجراءات. وأوضح أن استمرار فتحات البوابات المعدنية رغم غلقها يشير إلى أن الحلول لا تتم وفق دراسات فعلية، وهو ما يعزز الشكوك حول فعالية إصلاحات السد.
تسرب المياه وجودة المواد
أكد إبراهيم أن التسرب الذي يتم ملاحظته يعود إلى تردي جودة الصلب المستخدم في بناء ممرات الاستخدامات، وهي مشكلة تم الإشارة إليها سابقًا في ملف فساد السد. وأشار إلى أن إثيوبيا ادعت تغيير الممرين المتسببين في التسرب، ولكن من الواضح أن ذلك لم يحدث، مما يساهم في استمرار المشكلة. كما أضاف أن البوابات الخلفية قد تكون أيضًا سببًا رئيسيًا في هذه التسريبات، مع تدهور جودة المواد المستخدمة.
تشغيل التوربينات والتدفق المائي
من جانب آخر، أكد هاني إبراهيم أن إثيوبيا ما تزال تقتصر على تشغيل عدد محدود من التوربينات. ورغم إعلانها عن تشغيل خمس توربينات من أصل 13 توربينة، فإن البيانات تشير إلى أن المياه لا تتدفق إلا من خلال اثنين أو ثلاثة توربينات فقط، مما يعني أن السد لا يحقق أي زيادة ملموسة في تدفق المياه. وأوضح إبراهيم أن المنسوب المائي في النيل الأزرق لم يشهد أي ارتفاع يذكر خلال شهور يناير وفبراير وحتى بداية مارس، مشيرًا إلى أن تدفق المياه يعادل في الواقع ما يتم تمريره عبر 2 إلى 3 توربينات فقط، في حين تدعي إثيوبيا تجارب على توربينة سادسة.
الأهداف الإثيوبية من التحكم في المياه
في الختام، أشار إبراهيم إلى أن سد النهضة كان من المفترض أن يضم 13 توربينة، إلا أنه لم يتم الانتهاء سوى من 5 توربينات. ورغم أن البحيرة تحتوي على حوالي 65 مليار متر مكعب من المياه، التي تكفي لتشغيل جميع توربينات السد لفترات طويلة، إلا أن الإثيوبيين يسعون للتحكم في تدفق المياه بشكل أكبر لأغراض سياسية بعيدة عن الأهداف الكهربائية المعلنة.
التسريبات المستمرة في سد النهضة والمشاكل المتعلقة بتشغيل التوربينات تشير إلى أن السد لا يعمل كما كان يُروج له في البداية. الأعمال التي تتم حاليًا لا تتم وفقًا لدراسات فعالة، وتستمر إثيوبيا في إغلاق المفيض والتحكم في تدفق المياه، ما يثير تساؤلات حول نواياها الفعلية وأهدافها بعيدًا عن توفير الطاقة الكهربائية.