تقرير: تنفيذ حكم الجلد بحق مهدي يراحي بسبب أغنيته الاحتجاجية “روسريتو”
أعلنت محامية الملحن والمغني الاحتجاجي الإيراني مهدي يراحي، زهرة مينوي، عن تنفيذ حكم الجلد الذي صدر بحق موكلها من قبل السلطات القضائية الإيرانية. الحكم يقضي بجلد يراحي 74 جلدة على خلفية غنائه للأغنية الاحتجاجية “روسريتو”، التي دعم من خلالها انتفاضة “المرأة والحياة والحرية”.
تنفيذ الحكم في طهران:
وقد تم تنفيذ هذا الحكم في الفرع الرابع لمحكمة الأمن الأخلاقي في طهران، وفقاً لما ذكرته مينوي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” في 5 مارس 2025.
تفاصيل القضية:
وكان مهدي يراحي قد أُدين بتهمة نشر الأغنية الاحتجاجية التي اعتبرتها السلطات “غير قانونية” و”مخالفة للأخلاق والعادات الإسلامية”. وقد أصدرت محكمة الثورة في طهران هذا الحكم بعد اعتقال يراحي في سبتمبر 2023 بسبب نشره لفيديو احتجاجي تضمن الأغنية “روسريتو”، ليتم الإفراج عنه مؤقتاً بكفالة قدرها 15 مليار تومان حتى انتهاء الإجراءات القانونية. وبحسب محامي يراحي، فإن القضية قد أغلقت بعد تنفيذ حكم الجلد.
تصريح يراحي بعد العقوبة:
في وقت سابق، وبعد انتهاء عقوبته السابقة بالسجن لمدة عام، التي حولت إلى قيد إلكتروني، كتب يراحي على موقع “إكس” في يناير 2025: “أنا مستعد لتنفيذ حكم الجلد 74 جلدة، وبينما أدين هذا التعذيب اللاإنساني، ليس لدي أي طلب لإلغائه”. هذا التصريح يعكس موقفه الثابت رغم التهديدات والضغوط التي تعرض لها من قبل السلطات.
إجراءات السلطات ضد الفنانين:
يعد هذا الحادث جزءاً من سلسلة من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية ضد الفنانين والمغنيين الذين يشاركون في الاحتجاجات الشعبية أو يدعمونها. مهدي يراحي، الذي كان قد نشر العديد من الأغاني الداعمة لانتفاضة “المرأة والحياة والحرية” بعد مقتل مهسا جينا أميني في سبتمبر 2022، يعد من أبرز الوجوه الفنية التي نالت العقوبات بسبب مواقفه السياسية والفنية.
التضامن مع يراحي:
وصف العديد من الناشطين هذا الحكم بالوحشي، وأكدوا تضامنهم مع يراحي عبر نشر مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يرقصون على أنغام أغنيته “روسريتو” في إشارة إلى دعمهم لحرية التعبير والمطالبة بإصلاحات في النظام السياسي الإيراني.
التضييق على الفنانين في إيران:
يذكر أن مهدي يراحي لم يكن أول فنان يتعرض لهذا النوع من الإجراءات القاسية. فقد مُنع في الماضي من العمل في عدة مناسبات بسبب مواقفه الداعمة للمحتجين. في عام 2018، تم منعه من العمل بسبب دعمه للاحتجاجات العمالية في خوزستان، كما تعرض لحظر جديد في 2019 بسبب إهداء أحد أعماله لضحايا احتجاجات نوفمبر 2019.
يستمر مهدي يراحي، رغم التضييقات، في تحدي السلطات من خلال موسيقاه، التي أصبحت رمزاً للاحتجاجات والانتفاضات ضد النظام، مما يسلط الضوء على تزايد استخدام الفن كأداة احتجاجية في مواجهة القمع في إيران.