التقديرات حول تدمير البرنامج النووي الإيراني
فيما يتعلق بالقدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني، كانت تقديرات زوهار بالتي، الرئيس السابق للمكتب السياسي العسكري في وزارة الدفاع الإسرائيلية، قد تحدثت عن إمكانية الولايات المتحدة تدمير البرنامج النووي الإيراني في غضون ثماني ساعات. ولكن، نقلت الصحيفة عن مصدر أمريكي قوله إن هذا التقدير “متفائل للغاية”، مشيرًا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي سيحتاج إلى وقت أطول بكثير لتحقيق نفس الهدف.
التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل
وأشار التقرير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين قد ناقشوا بشكل متكرر في الآونة الأخيرة احتمال شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وفي هذا السياق، جرت تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك مهمة قاذفة استراتيجية نفذتها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في 6 مارس 2025، والتي شهدت مشاركة طائرة B-52 Stratofortress في عمليات التدريب في الشرق الأوسط.
التحديات العسكرية للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية
وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” قد كتبت في وقت سابق أن القضايا المتعلقة بإضعاف حزب الله اللبناني وتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، بالإضافة إلى التنسيق بين حكومتي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، قد وضعت إسرائيل في موقف حاسم استعدادًا للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. رغم ذلك، أضاف التقرير أن تنفيذ هجوم على إيران سيكون أكثر تعقيدًا من الهجوم على المنشآت النووية العراقية في عام 1981 أو السورية في 2007، وذلك بسبب انتشار المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض في عدة مواقع داخل البلاد.
الاستعدادات الإقليمية والهجوم على إيران
وأشار التقرير إلى أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية يتطلب تحضيرات إقليمية واسعة النطاق، بما في ذلك الدفاعات الجوية الإقليمية التي يجب أن تكون أكثر تقدمًا من الأسلحة التي كانت مستخدمة في السابق. وأضاف أنه لا يمكن إخفاء هذه الاستعدادات، وأن العملية قد تستغرق أسابيع للتحضير.
التأثيرات الإقليمية والرد الإيراني المحتمل
وفيما يتعلق بتأثير الهجوم المحتمل على إيران، أكد التقرير أن الجمهورية الإسلامية قد تهاجم جمهورية أذربيجان كجزء من رد فعلها، مما قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة. وبالتالي، سيكون من الضروري وجود دفاع إقليمي شامل، يشمل قدرات عسكرية متقدمة لمواجهة الهجمات الإيرانية المحتملة.
مواقف المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل والتز، قوله في 25 مارس 2025 إن جميع الخيارات تظل مطروحة عند التعامل مع إيران، وأن الولايات المتحدة لن تقبل بأي شيء أقل من تفكيك “البرنامج النووي الإيراني بأكمله”. وقد أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ترغب في مشاركة الولايات المتحدة في الهجوم على إيران، ولكن لم يكن من الواضح بعد مدى استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهذه القضية.
ويبدو أن هناك تباينًا في المواقف، حيث نقلت الصحيفة عن ستيف ويتاكر، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، تأكيده في 6 مارس 2025 أنه لا هو ولا أي شخص آخر في الحكومة الأميركية يجري محادثات مع الجمهورية الإسلامية، مما يثير تساؤلات حول مصير المفاوضات المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران.
في ضوء هذه التطورات، يتضح أن أي هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية سيكون عملية معقدة للغاية، تحتاج إلى تنسيق بين إسرائيل وحلفائها، خاصة الولايات المتحدة. هذا الهجوم قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي خطير، ويستلزم استعدادات واسعة النطاق على المستويين العسكري والإقليمي.