جرائم الحزب الإسلامي التركستاني في الساحل السوري
كشفت مقاطع فيديو ومعلومات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي عن ارتكاب جرائم وحشية ضد المدنيين العلويين في الساحل السوري، قامت بها عناصر من الحزب الإسلامي التركستاني، وهي جماعة جهادية أيدت بشكل سافر ما تسميه “الجهاد” ضد الأقليات في المنطقة.
الحزب الإسلامي التركستاني
وكان أحد الجهاديين الأجانب من هذه الحزب الإسلامي التركستاني قد وثق بنفسه توجهه مع مقاتلين آخرين نحو قرى منطقة القدموس في محافظة طرطوس، حيث تم ارتكاب مجازر بحق الأبرياء.
في مقاطع الفيديو المتداولة، يظهر الجهاديون وهم يتوجهون نحو القرى ويرددون أناشيد تحريضية مثل “أيا قوم الخنازير”، في محاولة لزيادة حدة التوتر الطائفي والمناطقي. كما تم توثيق مشاهد لارتكابهم أعمال عنف باستخدام الأسلحة البيضاء، مثل الساطور، في عمليات ذبح جماعي لأطفال من الطائفة العلوية، في مشهد مؤلم يعيد إلى الأذهان مجزرة الرصافة في مصياف.
المجازر والتقارير
وتشير التقارير إلى أن المجازر تركزت بشكل خاص في مناطق حارة القنيطرة في طرطوس، ومدينة بانياس، وحي الدعتور في اللاذقية، وقرية الرملية، وقرية الرصافة في ريف مصياف، حيث لقي العديد من المدنيين حتفهم جراء القتل الميداني الجماعي.
42 مجزرة بحق العلويين
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ارتفع عدد الشهداء المدنيين نتيجة لهذه المجازر إلى 973 شهيدا، بينهم نساء وأطفال.
أبرز المناطق التي وقعت بها المجازر
وتصدرت محافظة اللاذقية قائمة المحافظات الأكثر تضررا، تليها محافظة طرطوس، ثم حماة وحمص. تشير الأرقام إلى أن ما يقرب من 807 من الضحايا سقطوا في محافظتي اللاذقية وطرطوس نتيجة عمليات تصفية ممنهجة، حيث تم استهداف المدنيين من جميع الطوائف، بما في ذلك العلويين والمسيحيين والدروز والكرد.
التصعيد العسكري في الساحل السوري
تأتي هذه الجرائم في وقت يعاني فيه المواطنون في المناطق الساحلية من تصعيد عسكري مستمر على يد الجماعات المسلحة، التي تتخذ من الطائفية أداة لشن الهجمات ضد المدنيين. وبالرغم من القسوة الكبيرة لهذه الجرائم، فإن القوات الحكومية ووزارة الدفاع في سوريا لم تحرك ساكنا لوقف هذه الانتهاكات، مما يسلط الضوء على غياب أي رادع قانوني حقيقي لهذه الممارسات الوحشية.
المسؤولية الدولية والصمت
وفيما يتعلق بالمسؤولية الدولية، لا يزال المجتمع الدولي في حالة صمت تجاه ما يجري في الساحل السوري، حيث غاب أي تدخل فعلي لوقف هذه المجازر التي تهدد وحدة سوريا الوطنية وتزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في البلاد.
تستمر الهجمات في تصاعد، ويظل السوريون في مناطق الساحل، خصوصا أبناء الطائفة العلوية، عرضة لاستهداف ممنهج وعمليات تطهير عرقي تحت شعار “الانتقام” أو “الجهاد” الذي تتبناه الجماعات الجهادية المتطرفة، مما يعكس تحولا خطيرا في النزاع السوري إلى صراع طائفي دام، يتطلب تدخلا سريعا من قبل المجتمع الدولي لتجنب المزيد من التدمير والدماء.
الجرائم التي ارتكبها الجهاديون الأجانب، خاصة من الحزب الإسلامي التركستاني، تضاف إلى سلسلة من المجازر المروعة التي استهدفت المدنيين في مناطق الساحل السوري. ورغم الخسائر البشرية الكبيرة، لا يزال الوضع في غياب تدخل فعلي من المجتمع الدولي لتصحيح الوضع ووقف هذه الجرائم الوحشية.