20 اعترافا واجبا – مقال أيمن نور
في مقال جديد حمل عنوان “20 اعترافا واجبا”، قدم المعارض المصري أيمن نور، سلسلة من الاعترافات الصادقة التي تحمل في طياتها مراجعة سياسية شاملة، بدءا من ثورة يناير 2011 وحتى المواقف التي تلتها في مسيرته السياسية. ورغم اعترافاته عن بعض الأخطاء التي ارتكبها، فإنه يراها خطوة نحو التصحيح والبناء للمرحلة القادمة.
شجاعة الاعتراف بالأخطاء
بدأ نور مقالته بالتأكيد على أن الاعتراف بالأخطاء ليس ضعفا بل قوة، حيث أوضح أن الإنسان الذي يعترف بأخطائه علنا إنما يعبر عن شجاعة نادرة ونضج سياسي، وهذه الشجاعة تساهم في تجديد الأمة عبر المراجعة والنقد البناء. أشار إلى تقديره لشجاعة حمدين صباحي في مراجعة مواقفه السياسية، معتبرا أن هذا الاعتراف يعكس القوة السياسية في مواجهة الذات أولا قبل مواجهة الآخرين.
20 اعترافا على طريق التصحيح
وفيما يلي أبرز ما ذكره نور في اعترافاته:
- ثورة يناير: اعترف أن الثورة لم تحقق كل ما طمحوا إليه، مؤكدا أن التحول الديمقراطي كان عملية طويلة تحتاج إلى استراتيجية قوية وصبر، وأن الفشل في وضع خارطة طريق واضحة كان أحد الأسباب التي ساهمت في عدم تحقيق الأهداف.
- المصالح الحزبية والأيديولوجية: اعترف بأن تغليب المصالح الحزبية جعلهم يفشلون في تقديم بديل وطني توافقي، مما فتح الباب للفوضى والصراعات.
- الخطاب السياسي الشعبوي: اعترف أن الخطاب السياسي كان أحيانا شعبويا، يرفض الواقع بدلا من تقديم حلول واقعية للمشاكل التي كانت تواجهها البلاد.
- الإعلان الدستوري 2012: اعتبر إصدار الإعلان الدستوري في عام 2012 خطأ فادحا رغم التراجع عنه لاحقا، حيث ترك ذلك جرحا عميقا في القوى السياسية.
- رفض تشكيل حكومة ائتلافية: اعترف بعدم محاولته بشكل كاف تشكيل حكومة ائتلافية رغم الرفض الذي واجهه من بعض القوى.
- التدخلات الإقليمية: اعترف بأنهم لم يدركوا بشكل كاف حجم التدخلات الإقليمية في الشأن المصري، مما جعل بعض القوى تقع في تحالفات مصلحية دون التوصل إلى حلول مشتركة.
- الإعلام والصراع: اعترف بأن الإعلام الذي شارك في صناعته كان في البداية عاطفيا وصداميا، مما حول المعركة السياسية إلى صراع صفري وزاد الانقسام بين القوى السياسية.
المستقبل بعد الاعترافات
اختتم نور مقاله بالتأكيد على أن الاعتراف ليس غاية في ذاته، بل وسيلة للتصحيح وبناء مستقبل أفضل. وأوضح أن المراجعة لا تعني التراجع، بل هي خطوة نحو التوحد حول مشروع ديمقراطي حقيقي يستعيد الوطن للجميع. في ختام بيانه، دعا نور إلى وضع رؤية واضحة للمستقبل تتجاوز الانقسامات الحالية، مشددا على أن الأمل لم ينته، بل لا يزال حاضرا وسيسعى الجميع لتحقيقه.