تعزيز التعاون بين الجزائر والولايات المتحدة في المجال العسكري
في خطوة جديدة تعكس تعزيز التعاون بين الجزائر والولايات المتحدة، يستعد ممثلون دفاعيون وعسكريون من كلا البلدين للانخراط في مجموعات عمل رسمية تهدف إلى تصميم خطط تنفيذ قريبة المدى للاتفاقية الجديدة التي تهدف إلى تعميق الشراكة الأمنية بين البلدين.
مذكرة التفاهم وتعميق التعاون العسكري
في إطار تعزيز العلاقات العسكرية، وقّع القادة العسكريون من الجزائر والولايات المتحدة في 22 يناير/كانون الثاني مذكرة تفاهم هامة بعد سنوات من المفاوضات. المذكرة تُمثل التزاماً رسمياً من الطرفين بتطوير التعاون الثنائي وتعزيز التنسيق في عدد من المجالات العسكرية الحيوية. وفي حديثه مع الصحفيين في سفارة الجزائر في واشنطن، ألقى صبري بوقادوم، سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة، الضوء على الجهود المستقبلية لتنفيذ هذه المذكرة.
وأكد بوقادوم أن التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية البحرية وبيع الأسلحة ستكون من أبرز مجالات العمل المبكرة بين البلدين، إضافة إلى التنسيق في مجالات أخرى مثل عمليات البحث والإنقاذ، فضلاً عن تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وما حولها.
أهداف التعاون والفرص المستقبلية
تتطلع الجزائر إلى تعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة. وفي هذا السياق، ناقش بوقادوم تطلعات الجزائر لتعميق التعاون في التكنولوجيا الدفاعية، مؤكداً أن مذكرة التفاهم فتحت الباب أمام فرص واسعة للعمل المشترك بين البلدين. وقد أشار إلى أن الجزائر تمتلك ميزة بشرية هامة بوجودها على الأرض في شمال إفريقيا، وهو ما يجعلها شريكاً استراتيجياً في العمليات الأمنية الأميركية في المنطقة.
دور الجزائر في استقرار شمال إفريقيا
إضافة إلى التعاون الأمني، تناول السفير بوقادوم التحديات السياسية في المنطقة، مشيراً إلى تصاعد التوترات بين الجزائر والمغرب، إضافة إلى التواجد الروسي والصيني المتزايد في القارة الإفريقية. في هذا السياق، أضاف أن الجزائر تتمتع بخبرة قيمة في “التنصت” والمعلومات البشرية في المنطقة، مما يجعلها حليفاً مهماً للولايات المتحدة في تعزيز استقرار شمال إفريقيا.
الفرص الاقتصادية والتعاون في قطاع الموارد
علاوة على التعاون الأمني، أكد بوقادوم استعداد الجزائر لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة من خلال التركيز على مواردها الطبيعية الوفيرة والمعادن الحيوية المطلوبة عالمياً. كما أعرب السفير عن استعداد الجزائر لاستضافة مراكز البيانات، موضحاً أن تكلفة إنشاء هذه المراكز في الجزائر أقل مقارنة بالخدمات في الأماكن الأخرى.
تأثير التحولات السياسية في الولايات المتحدة
في الوقت الذي تُسجل فيه إدارة الرئيس بايدن توجهاً لتوسيع الشراكات مع الجزائر، أكد بوقادوم أنه رغم توقيع مذكرة التفاهم تحت إدارة بايدن، فإن الجزائر مستعدة للعمل مع أي إدارة أميركية، بما في ذلك إدارة الرئيس ترامب إذا فاز بولاية ثانية. وأوضح السفير الجزائري أن الجزائر لا تملك تفضيلات سياسية، بل تسعى دائماً لتعزيز مصالحها والعمل مع جميع الإدارات الأمريكية.