اتهامات بانتهاكات واسعة بحق البهائيين في إيران
في سياق متصاعد للانتهاكات المستمرة ضد الأقليات في إيران، اتهمت الجماعة البهائية الدولية سلطات طهران بممارسة انتهاكات واسعة النطاق بحق البهائيين، مع التركيز على عمليات منع دفن موتاهم في مقابر تقليدية وفرض دفنهم في مقابر جماعية. وتأتي هذه الاتهامات بعد تصريحات للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد في اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الماضي.
انتقادات أممية لحكومة طهران
وفقًا للبيان الصادر عن الجماعة البهائية الدولية في 10 مارس/آذار، وجه المقرر الخاص للأمم المتحدة انتقادات حادة للحكومة الإيرانية، قائلاً إنه لا يمكن لطهران إخفاء “انتهاكات حق البهائيين في دفن موتاهم”. حيث أفاد تقرير الأمم المتحدة أن أتباع الديانة البهائية مُنعوا من دفن موتاهم في مقابر تقليدية، وأُجبروا بدلاً من ذلك على دفنهم في مقابر جماعية، في خطوة وصفتها الجماعة بأنها “انتهاك صارخ لحقوقهم الأساسية”.
على الرغم من هذه الاتهامات، رد ممثل الحكومة الإيرانية في مجلس حقوق الإنسان على التقرير بالزعم أن تخصيص الأراضي للمقابر يتم وفقًا للأنظمة الوطنية الإيرانية التي تهدف إلى ضمان الوصول العادل والإدارة السليمة لمواقع الدفن، وهو ما اعتبرته الجماعة البهائية الدولية مجرد محاولة للتغطية على الحقائق المؤلمة.
تدمير الأضرحة ومعوقات دفن الموتى
رغم تصريحات الحكومة الإيرانية، أكدت نازيلة غاني، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، أن “مئات الأضرحة البهائية” قد تم تدميرها أو إحراقها أو هدمها على مدى عقود من الزمن، مما يشير إلى سياسة ممنهجة تهدف إلى محو الهوية الدينية للبهائيين. كما أضافت غاني أن دفن البهائيين لذويهم يتعرض لتأخير غير مبرر، حيث يتم فرض عراقيل تعسفية من قبل السلطات الإيرانية.
وأوضحت الجماعة البهائية الدولية أن العديد من الشكاوى التي قدمها المواطنون البهائيون إلى سلطات إنفاذ القانون الإيرانية لم تلقَ أي استجابة، مما يعكس تجاهل الحكومة للحقوق الأساسية للمواطنين البهائيين في البلاد.
التصعيد الأخير ضد البهائيين في إيران
في الأشهر الاثني عشر الأخيرة، أشارت الجماعة البهائية الدولية إلى تزايد الأعمال العدوانية ضد أضرحة البهائيين في إيران، حيث تم تدنيس الأضرحة أو التدخل في طقوس الدفن في ما لا يقل عن 14 مدينة إيرانية كبرى. ويمثل ذلك جزءًا من سلسلة طويلة من الانتهاكات المستمرة ضد البهائيين في إيران، التي تصل إلى أكثر من 40 عامًا من التضييق والتمييز.
“جريمة ضد الإنسانية”
وتزامنًا مع هذه التطورات، ذكرت مؤسسة عبد الرحمن برومند في تقرير بحثي صدر في يناير/كانون الثاني، أن تصرفات الحكومة الإيرانية ضد أتباع الديانة البهائية قد تصل إلى مستوى “جريمة ضد الإنسانية” بسبب الطابع المنهجي والمستمر لهذه الانتهاكات، وهو ما يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي.
دعوات للتدخل الدولي
تستمر الضغوط على أتباع الديانة البهائية في إيران، حيث يتعرضون بشكل مستمر للتدمير والاضطهاد. ولذا، تدعو الجماعة البهائية الدولية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف جاد ضد هذه الانتهاكات. كما أكدت أن الوقت قد حان للضغط على الحكومة الإيرانية لإنهاء هذه الانتهاكات وحماية حقوق الأقلية البهائية في البلاد.
تستمر إيران في منع أتباع الديانة البهائية من ممارسة حقوقهم الأساسية، ومن المتوقع أن يتصاعد التوتر في حال استمرار هذه الانتهاكات الممنهجة ضدهم، مما يفرض على المجتمع الدولي مسؤولية التدخل لمنع المزيد من الانتهاكات وحماية الأقليات الدينية في إيران.