السيطرة على ميكيلي وأديغرات
تمكنت قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من توسيع نطاق سيطرتها لتشمل مدينة ميكيلي، التي كانت تشكل مركزًا مهمًا للإدارة الحكومية في الإقليم. وتعد هذه الخطوة من أبرز النجاحات العسكرية للجبهة منذ بداية التصعيد. كما أُفيد بأن الجبهة قد سيطرت أيضًا على مدينة أديغرات، ثاني أكبر مدينة في تيغراي، وطردت القوات الحكومية المدعومة من الحكومة الفيدرالية.
تصاعد العنف والضحايا
بحسب التقارير الواردة من المنطقة، أسفرت الاشتباكات الدامية عن مقتل المئات من المدنيين، بينما نزح الآلاف من سكان المنطقة جراء استمرار القتال. يتوقع المحللون أن النزاع قد يتسارع إذا ما استمرت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في توسيع سيطرتها على مزيد من المدن والمناطق في الإقليم.
التصعيد العسكري وتهديدات الجبهة
في تصريحات له، تعهد زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالقتال “حتى النهاية”، مشيرًا إلى أن قواته لن تتوقف عن الهجمات ضد القوات الحكومية الإثيوبية حتى تحقيق أهدافها. وأضاف أن السيطرة على ميكيلي تعتبر خطوة هامة في إطار استعادة السيطرة الكاملة على الإقليم.
تقديرات القوة العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي
تتمتع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بقاعدة شعبية واسعة من أبناء الإقليم، وتُقدر التقارير أن عدد مقاتليها يبلغ حوالي 250 ألف مقاتل، معظمهم ينتمون إلى وحدات شبه عسكرية وميليشيات محلية مدربة بشكل جيد. يشير المحللون إلى أن هذه القوات قد تواصل هجماتها على القوات الحكومية حتى إذا تمكنت من السيطرة على ميكيلي، مما يعزز المخاوف من تحول الصراع إلى صراع عصابات مستمر في المنطقة.
خلفية الصراع
يعود الصراع إلى التوترات طويلة الأمد بين الحكومة الإثيوبية برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي. كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي القوة السياسية المهيمنة في إثيوبيا حتى تولى آبي أحمد السلطة في عام 2018، حيث قام بتنفيذ إصلاحات سياسية بعيدة المدى بما في ذلك تفكيك تحالف الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
تسببت هذه الإصلاحات في تصاعد التوترات بين الحكومة الفيدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، مما أدى إلى اندلاع الصراع في نوفمبر 2020. ومنذ ذلك الحين، أصبح الإقليم ساحة معارك بين القوات الحكومية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، مع تأثيرات كارثية على المدنيين.
الوضع الإنساني
يستمر الوضع الإنساني في التدهور بشكل متسارع، حيث تشير التقارير إلى أن الآلاف من المدنيين نزحوا من مناطق الاشتباك. تضاف إلى ذلك تقارير عن تدمير البنية التحتية المحلية، بما في ذلك المنشآت الطبية والتعليمية، في مناطق المواجهات. ويؤكد المسؤولون المحليون أن الوضع على الأرض أصبح حرجًا، مع استمرار تدفق اللاجئين إلى المناطق المجاورة.
التحليل والتوقعات
يشير المحللون إلى أن جبهة تحرير شعب تيغراي قد تكون بصدد توسيع عملياتها بشكل أكبر في شمال إثيوبيا. وفي حال استمرار هذه التصعيدات، قد يؤدي ذلك إلى تحول النزاع إلى حرب طويلة الأمد مع تداعيات واسعة على الاستقرار في المنطقة.
قد يكون هذا التصعيد بمثابة بداية مرحلة جديدة من الصراع في إقليم تيغراي، حيث من المتوقع أن تظل الأمور مشتعلة ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي يضمن استقرار المنطقة ويحد من المزيد من الضحايا والنزوح الجماعي.











