انتشر مقطع الفيديو الذي يوثق معاناة أم أيمن بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة واسعة من التعاطف والغضب في الأوساط السورية والعربية. وصفها كثيرون بـ”سنديانة الساحل السوري” نظراً لصمودها وثباتها رغم فداحة ما تعرضت له.
القصة المأساوية: فقدان عائلة أم أيمن
“أم أيمن”، سيدة علوية تجسدت معاني الشجاعة والصمود في شخصية الأم السورية، فقد عاشت هذه السيدة العلوية تجارب قاسية، حيث فقدت أولادها كنان وسهيل وحفيدها لامك ريحان على أيدي مسلحين من سلطة أحمد الشرع، جزء من المذابح التي شهدها الساحل السوري، فيما كانت تُشاهد الوحشية أمام عينيها دون أن تنطق بكلمة.
أم أيمن، سيدة من قرية قبو العوامية، خسرت عائلتها بطريقة وحشية على يد المسلحين خلال مذابح الساحل السوري. فقدت أولادها كنان وسهيل وحفيدها لامك ريحان، الذين لم يكن لهم أي علاقة بالأعمال العسكرية أو السياسية. كنان كان عسكريًا قد أجريت له تسوية في وقت سابق، أما سهيل فكان مدرسًا ومترجمًا، بينما كان لامك ريحان طالبًا مزارعًا.
حياة عائلتها كانت بسيطة، حيث كانوا يعملون في الزراعة بعيدًا عن أي نزاع سياسي أو عسكري. لكن الوحشية التي تعرضوا لها لم تقتصر على قتل الأبناء، بل امتدت إلى محاولة تشويه سمعتهم بتهم باطلة، كالتي وجهها المسلحون لهم بأنهم “غدارين”. هذا الأمر أشعل في قلب الأم ثورة من الغضب، حيث واجهت المسلحين ببسالة، وأجابت على اتهاماتهم بكل شجاعة: “فشرتوا نحنا ما منغدر”.
الرد القوي على الاتهامات
عندما اتهمها المسلحون بأنها من الذين غدروا، ردت عليهم الخالة أم أيمن بكل شجاعة: “فشرتوا نحنا ما منغدر”. هذه الكلمات لاقت صدى واسعًا في الأوساط السورية، حيث كانت بمثابة إعلان عن موقف الشعب العلوي من الاتهامات الموجهة له بالعمالة والتواطؤ مع النظام. في المواقف الصعبة، عندما تسقط الحياة أمام عينيك في لحظة واحدة، تكشف عن معدن الإنسان، وتبرز شخصيات مثل “أم أيمن” التي لا تساوم على شرفها وكرامتها.
مجزرة الساحل السوري: استمرار العنف ضد الطائفة العلوية
في سياق متصل، تأتي مأساة زرقة سباهية في إطار أوسع من العنف الذي تشهده مناطق الساحل السوري. وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أعمال العنف التي وقعت في الأسابيع الأخيرة في سوريا ارتكبتها “مجموعات متطرفة” بمساندة “قوات خارجية”، مؤكداً أنها تمثل “إبادة جماعية”، حيث قُتل 1383 مدنياً على الأقل منذ أواخر آذار/مارس، معظمهم من الطائفة العلوية.
وأشار عبد الرحمن إلى معلومات تفيد بوجود آلاف من المفقودين الشباب في تلك المناطق، مشيراً إلى وجود مقابر جماعية تحتوي على العديد من الجثث التي تم دفنها تحت ذريعة كونها “معتقلين سياسيين لدى النظام”.
يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت عن إدانتها لحجم العنف في منطقة الساحل، مشيرة إلى توثيق العديد من حالات الإعدام التعسفي وقتل عائلات بأكملها. ومن جهتها، أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات تلك الأحداث، مؤكدة عزمها على تحقيق العدالة.
ردود فعل داخلية ودولية
في تطور لاحق، تم توقيف سبعة أشخاص على الأقل من “التيار الأمني”، بتهمة ارتكاب “انتهاكات” بحق المدنيين في المنطقة، وتمت إحالتهم إلى القضاء العسكري. لكن تزايدت المطالبات بمحاكمات علنية لتجريم مرتكبي المجازر وجرائم الحرب في سوريا، خاصة مع تزايد الأدلة على تورط عناصر في وزارة الدفاع والداخلية في عمليات القتل الجماعي.
- 100 من شيوخ الطائفة الدرزية من سوريا يزورون إسرائيل
- الطوائف السورية ترفض الإعلان الدستوري وسط مخاوف من تكرار سياسات الأسد
- ارتفاع ضحايا مجازر الساحل السوري لأكثر من 1300 شخصا غالبيتهم من العلويين
- تفاصيل : مقتل السفير السوري المنشق نور الدين اللباد وشقيقه في مدينة الصنمين
- العلويين يطالبون بحماية دولية: تظاهرات في قاعدة حميميم بعد مجزرة الساحل السوري
- واشنطن تتهم فرقة الحمزة وسليمان شاه بارتكاب مجازر الساحل السوري
- مذبحة الساحل السوري: 779 قتيلا ونزوح 6 آلاف من العلويين إلى لبنان
- مجازر طائفية في الساحل السوري: جهاديون أجانب يوثقون جرائمهم بحق العلويين










