ترامب يوجه ضربات عسكرية “حاسمة” على مواقع الحوثيين في اليمن
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم السبت تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، في عملية عسكرية جديدة أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتأتي هذه الضربات في محاولة لاستعادة الممرات البحرية الدولية وتأمين حركة الملاحة التي تعطلت لأشهر بسبب هجمات الحوثيين المتكررة.
تفاصيل العملية العسكرية
وبحسب المصادر، فإن الضربات الجوية والبحرية الأمريكية استهدفت رادارات ودفاعات جوية وأنظمة صواريخ وطائرات بدون طيار تابعة للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن. وقد أعلن ترامب شخصياً عن هذه الضربات التي وصفها بأنها “حاسمة” ضد الحوثيين في اليمن .
ويتوقع مسؤولون أمريكيون أن تستمر العمليات العسكرية لعدة أيام، مع احتمال زيادة شدتها ونطاقها تبعاً لرد فعل الحوثيين. وتواجه وكالات الاستخبارات الأمريكية صعوبات في تحديد مواقع أنظمة أسلحة الحوثيين، التي يصنع بعضها في منشآت تحت الأرض بينما يُستورد جزء آخر من إيران.
أهداف العملية والسياق الإقليمي
وفقاً للمسؤولين الأمريكيين، فإن هذه العملية العسكرية تهدف بشكل أساسي إلى فتح ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر التي عطلها الحوثيون بهجماتهم المتكررة على السفن التجارية والحربية. كما أنها تأتي في سياق إرسال رسالة تحذير إلى إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين.
وتعد هذه العملية العسكرية هي الأولى من نوعها منذ عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الرئاسية الثانية. وتشير التقارير إلى أن ترامب يسعى للتوصل إلى اتفاق مع إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، لكنه ترك احتمال العمل العسكري مفتوحاً إذا رفض الإيرانيون المفاوضات.
سوابق الضربات الأمريكية في اليمن
كانت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) قد نفذت عدة عمليات سابقة ضد أهداف للحوثيين في اليمن خلال الأشهر الماضية. ففي ديسمبر 2024، أعلنت سنتكوم تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وسيطرة يديرها الحوثيون في صنعاء.
كما نفذت الولايات المتحدة في يناير 2024 ضربات استهدفت منشآت الرادار التي يستخدمها الحوثيون، ضمن عمليات قادتها الولايات المتحدة واستهدفت ما يقرب من 30 موقعاً للحوثيين في جميع أنحاء البلاد بأكثر من 150 صاروخاً موجهاً بدقة.
تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية
وكان الحوثيون قد أعلنوا الثلاثاء الماضي استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية، وذلك عقب انتهاء المهلة التي منحوها لإسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وهو ما يبدو أنه عجّل بقرار الإدارة الأمريكية بتوجيه ضربات جديدة لمواقع الحوثيين.
يذكر أن الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر قد تسببت في تعطيل حركة الملاحة في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن وإطالة مدة الرحلات البحرية بين الشرق والغرب.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
لم تصدر بعد أي ردود فعل رسمية من جانب الحوثيين على هذه الضربات الجديدة، لكن من المتوقع أن يستمر التصعيد بين الطرفين في ظل تمسك الحوثيين بمواقفهم الداعمة لغزة ورفضهم وقف استهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل.
ويرى محللون أن هذه العملية العسكرية تأتي في إطار سعي ترامب لإثبات حزمه في التعامل مع الملفات الخارجية، وخاصة ما يتعلق بإيران وحلفائها في المنطقة، في بداية ولايته الرئاسية الثانية.
تجدر الإشارة إلى أن آثار هذه الضربات على المدنيين في اليمن لا تزال غير واضحة، خاصة مع كثافة السكان في مناطق مثل حي شعوب في العاصمة صنعاء، الذي يضم أكثر من 150 ألف نسمة حسب إحصاءات سابقة.