تقرير حول زيارة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى جنوب أفريقيا
التقى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، مالك عقار إير، في زيارة رسمية، الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، حيث نقل له تحايا رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
تطورات الأوضاع في السودان
في مستهل اللقاء، أطلع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الرئيس رامافوزا على تطورات الأوضاع في السودان، خاصة تأثير الحرب الراهنة على القطاع الخدمي والاقتصادي. وأوضح عقار أن مليشيا الدعم السريع المتمردة تسببت في دمار هائل للبنية التحتية والمرافق الخدمية في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما يعكس الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوداني في الوقت الراهن.
خارطة الطريق لإنهاء الحرب
وأشار عقار إلى أن اللقاء تطرق أيضًا لموقف الحكومة السودانية من إنهاء الحرب، حيث قدم شرحًا مفصلًا لخارطة الطريق التي تسعى إلى تحقيق السلام في السودان. ولفت إلى صعوبة التواصل مع مليشيا الدعم السريع في ظل تعدد مراكز اتخاذ القرار داخلها، بالإضافة إلى وجود مرتزقة أجانب في صفوفها، مما يجعل التفاوض معها أمرًا بالغ التعقيد.
وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة السوداني أن الحكومة السودانية تتطلع إلى القضاء على التمرد بنهاية شهر أبريل المقبل في معظم ولايات السودان، مؤكدًا في الوقت نفسه مخاوف الحكومة من استمرار النهج العنصري الذي تتبعه المليشيا في استهداف المكونات الأفريقية، خاصة في إقليم دارفور.
الانتهاكات في دارفور
في سياق حديثه عن الأوضاع في دارفور، أشار عقار إلى حادثة دفن أبناء المساليت أحياء، وهي الحادثة التي تمثل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، كما تعكس حجم التحشيد العسكري الذي تقوم به المليشيا المتمردة على أسس عنصرية. وأضاف أن هذه الانتهاكات تزيد من المخاوف التي تعيشها الحكومة السودانية والشعب السوداني عمومًا، مشددًا على ضرورة التصدي لهذا النهج العنصري.
خطة الإصلاح واستراتيجيات ما بعد الحرب
وعلى صعيد آخر، أطلع عقار الرئيس رامافوزا على خطة الحكومة السودانية الإصلاحية التي تركز على تعزيز المصالح بين المكونات المجتمعية فور انتهاء الحرب، بالتوازي مع عملية الإعمار. وأكد عقار أن الحكومة السودانية عازمة على إعادة بناء المجتمع السوداني على أسس من العدالة والمساواة بعد استعادة الأمن والاستقرار.
انتهاك القوانين الدولية
تطرق اللقاء أيضًا إلى دعم الحكومة الكينية للمليشيا في تشكيل حكومة موازية، حيث وصف عقار ذلك بأنه “انتهاك واضح للقوانين الدولية ومواثيق الاتحاد الأفريقي”، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يشكل تهديدًا لاستقرار السودان واستهدافًا لوحدته وسيادته.
وأعرب عقار عن ارتياح السودان تجاه المواقف الواضحة لدول الجوار الإقليمي التي ترفض تشكيل حكومة موازية، داعيًا الدول الأفريقية إلى مقاومة مثل هذه التحركات السلبية التي تهدف إلى تفتيت السودان لصالح دول من خارج القارة.
أوضاع السودانيين في جنوب أفريقيا
وفي إطار العلاقات الثنائية، تم بحث قضايا ذات صلة بمؤسسات البلدين وأوضاع السودانيين المقيمين في جنوب أفريقيا، حيث أكد الرئيس رامافوزا اهتمام بلاده بمواصلة التعاون مع السودان في مختلف المجالات.
تأكيد دعم جنوب أفريقيا للسودان
في الختام، أكد الرئيس سيريل رامافوزا سعي بلاده الجاد لإنهاء الحرب في السودان، معلنًا عن استعداد بلاده لدعم استعادة السودان لدوره التاريخي في القارة الأفريقية. وأعرب رامافوزا عن تضامن بلاده الكامل مع الشعب السوداني في مواجهة تحدياته الحالية، مؤكّدًا التزام جنوب أفريقيا بمواصلة العمل مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.