تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني بشأن الاتفاق النووي
أعرب الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، في مقابلة صحفية مع صحيفة إيران الرسمية، عن أسفه لخسارة فرصة تاريخية لتحقيق تقدم في مفاوضات الاتفاق النووي خلال ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقال روحاني إن هذه الفرصة كانت “ذهبية” لإيران، حيث كان من الممكن استخدامها لإحياء الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في عام 2015. كما كشف عن تفاصيل جديدة لم تكن معلنة بشأن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، مشيرًا إلى دور عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني آنذاك، في إعداد إطار الاتفاق مع المفاوض الأمريكي روبرت مالي.
تفاصيل الاتفاق النووي مع بايدن
في المقابلة، قال روحاني إن عباس عراقجي كان يعمل بشكل وثيق مع روبرت مالي، الممثل الخاص لإدارة بايدن لشؤون إيران، لوضع اللمسات الأخيرة على خطة لإحياء الاتفاق النووي في عام 2020. في تلك الفترة، كانت إيران تأمل أن تؤدي إدارة بايدن إلى إلغاء سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة تلك المتعلقة بالعقوبات النفطية التي فرضت على إيران.
وأشار روحاني إلى أن الاتفاق الذي كان يجري تحضيره لم يكن يقتصر على العودة إلى الاتفاق النووي فحسب، بل كان يتضمن أيضًا إلغاء العقوبات المفروضة على إيران، بما في ذلك تلك التي استهدفت الحرس الثوري الإيراني ومقر إقامة المرشد الأعلى.
العقوبات والتحديات السياسية
روحاني تطرق إلى أن إدارة بايدن فعليًا كانت قد ألغت بعض العقوبات التي فرضها ترامب على إيران، مما أدى إلى زيادة صادرات إيران النفطية من 250,000 برميل يوميًا في منتصف عام 2020 إلى 1.5 مليون برميل يوميًا في الوقت الحالي. ومع ذلك، أشار روحاني إلى أن التحديات السياسية والتنافس بين القوى السياسية الإيرانية حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي مع إدارة بايدن.
وأضاف روحاني أن “للأسف، بسبب القضايا السياسية داخل إيران، وخاصة فيما يتعلق بالرئاسة وقرارات الحكومة الإيرانية، فقد ضاعت هذه الفرصة الذهبية، واليوم أصبح الوضع أكثر صعوبة من أي وقت مضى”. وأضاف أنه رغم هذه الظروف، فإن فرص التوصل إلى اتفاق قد تبقى قائمة في المستقبل إذا تم اتخاذ خطوات دبلوماسية صحيحة.
الأزمة مع ترامب ومحاولات أوروبا
فيما يتعلق بمفاوضات إيران مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكد روحاني أن الوضع مع ترامب كان معقدًا للغاية. وأشار إلى أن إيران لم تنسحب من الاتفاق النووي رغم تهديدات ترامب بالخروج منه في مايو/أيار 2018، وهو ما أثار إعجاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أبدى إعجابه بحنكة إيران في عدم اتخاذ خطوة الانسحاب، رغم الضغوطات.
وفيما يخص الموقف الأوروبي، أشار روحاني إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أجرى محادثات مكثفة مع إيران في محاولة للحفاظ على الاتفاق النووي، قائلاً إن أوروبا كانت تأمل في أن يتم تنفيذ التزامات إيران، لكنها كانت “غير قادرة” على الوفاء بتعهداتها الاقتصادية بسبب ضغوط ترامب.
موقف خامنئي من المفاوضات
أشار روحاني أيضًا إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي كان في البداية يرفض التفاوض مع الولايات المتحدة، إلا أنه عبر عن إمكانية تغيير هذا الموقف في المستقبل إذا تغيرت الظروف. وفي هذا السياق، أكد روحاني أن خامنئي قد يكون مستعدًا لإعادة النظر في المفاوضات بعد بضعة أشهر، بناءً على الظروف السياسية والتطورات الداخلية.
الموقف الروسي والإيراني
وفي جزء آخر من المقابلة، كشف روحاني أن إيران ناقشت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إمكانية التوسط بين إيران والولايات المتحدة. رغم محاولات التوسط الروسي، قال روحاني إن هذه الجهود لم تؤتِ ثمارها بالشكل المطلوب.