الولايات المتحدة تبدأ بنشر قاذفات B-2 Spirit في دييغو غارسيا
كشفت تقارير عسكرية أن الولايات المتحدة بدأت بنشر عدد كبير من قاذفات الشبح الاستراتيجية من طراز B-2 Spirit إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، في تحرك عسكري يعتبر الأكبر من نوعه منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة في يناير الماضي، وسط تصاعد التوترات مع إيران والحوثيين.
تفاصيل الانتشار العسكري
تظهر صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع الرحلات الجوية أن ما لا يقل عن 3-5 قاذفات من طراز B-2 Spirit يتم نشرها أو في طريقها إلى قاعدة دييغو غارسيا العسكرية، مصحوبة بحشد كبير من طائرات الدعم تشمل:
- ما لا يقل عن 10 طائرات تزود بالوقود KC-135R
- ما بين 3-7 طائرات نقل من طراز C-17 Globemaster
- معدات عسكرية متنوعة
وأظهرت تسجيلات مراقبة الحركة الجوية المتاحة للجمهور وجود عدة قاذفات تحمل الاسم الرمزي “Pitch 11″ و”Pitch 14” وقاذفة ثالثة غير معلنة قامت بالتزود بالوقود جواً فوق أستراليا أثناء توجهها غرباً. كما اضطرت قاذفة رابعة تحمل اسم “Pitch 13” للهبوط اضطرارياً في قاعدة هيكام الجوية في هاواي بعد إعلان حالة طوارئ أثناء الطيران.
القدرات الاستراتيجية للقاذفات
تعتبر قاذفة B-2 Spirit من أكثر الأسلحة تقدماً في الترسانة الأمريكية، وتتميز بالمواصفات التالية:
- تصميم شبحي يجعل اكتشافها ورصدها من أنظمة الدفاع الجوي أمراً صعباً للغاية.
- القدرة على حمل حتى 23 طناً من الذخائر.
- مدى طيران يصل إلى 11,000 كم دون تزود بالوقود، ويمكن زيادته عبر التزود الجوي.
- القدرة على حمل “قنبلة اختراق الحصون الضخمة” (MOP) زنة 30,000 رطل (13.6 طن) المصممة لتدمير المنشآت المحصنة والمدفونة بعمق.
مما يجعلها سلاحاً أساسياً في أي عملية محتملة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.
السياق السياسي والعسكري للتحرك
يأتي هذا التحرك العسكري الأمريكي وسط سياق متوتر يتضمن:
- تصاعد الضربات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، حيث أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن واشنطن ستواصل مهاجمة الحوثيين حتى يتوقفوا عن استهداف الشحن التجاري والعسكري في البحر الأحمر.
- تقارير تفيد بأن الرئيس ترامب أرسل رسالة “حازمة” إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مهلاً إيران شهرين للموافقة على اتفاق نووي جديد، محذراً من “عواقب” إذا استمرت طهران في تطوير برنامجها النووي.
- تحذير مباشر من ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” بأن “كل طلقة يطلقها الحوثيون ستعتبر طلقة أطلقتها إيران. وستتحمل إيران المسؤولية – مع عواقب وخيمة”.
أهمية قاعدة دييغو غارسيا
تكتسب قاعدة دييغو غارسيا أهمية استراتيجية كبرى للعمليات العسكرية الأمريكية للأسباب التالية:
- موقعها المحصن بعيداً عن متناول الصواريخ الإيرانية والحوثية، حيث تقدر المسافة بين دييغو غارسيا وإيران بحوالي 3,795 كم، بينما تقدر أقصى مدى للصواريخ الإيرانية بحوالي 2,000 كم.
- استخدامها تاريخياً كنقطة انطلاق للعمليات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، بما فيها عمليات أفغانستان عام 2001 وحرب العراق عام 2003.
- احتوائها على مخزون استراتيجي من المركبات العسكرية والذخيرة والإمدادات الأخرى للنشر السريع في حالات الطوارئ المختلفة.
البيان الرسمي لإدارة ترامب
وأشارت إدارة ترامب في بيان اليوم إلى أن “إدارة بايدن تقاعست بينما قامت مجموعة من القراصنة – بأسلحة موجهة بدقة مقدمة من إيران – بفرض نظام إتاوة في أحد أهم ممرات الشحن في العالم”، مضيفةً أن “إجراءات إدارة ترامب لمحاسبة الحوثيين كانت ناجحة بشكل كبير”.