ترامب يسحب ترشيح ستيفانيك للأمم المتحدة: خلفيات القرار وتداعياته السياسية
في تحول مفاجئ أثار تساؤلات واسعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب ترشيح النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، معلناً احتفاظها بمقعدها في مجلس النواب. جاء القرار الخميس 27 مارس 2025 عبر منشور على منصة “تروث سوشيال”، في خطوة تُظهر التوترات الداخلية داخل الحزب الجمهوري مع اقتراب معارك تشريعية حاسمة.
القرار المفاجئ: بين الحسابات الانتخابية والأجندة التشريعية
أكد ترامب في تصريحه أن “الأغلبية الضئيلة للجمهوريين في مجلس النواب (218 مقابل 213 مقعداً) تجعل من الحفاظ على كل مقعد أمراً حيوياً”. وأضاف: “لا أريد المخاطرة بترشح أي شخص آخر لمقعد ستيفانيك في ظل هذه الظروف”. يُذكر أن أربعة مقاعد تبقّت شاغرة في المجلس، مما يزيد من حساسية الموقف التشريعي لإدارة ترامب.
كشف الرئيس الأمريكي عن أجندة أمريكا أولاً التي يريد تعزيزها عبر الكونغرس، مشيراً إلى أهداف تشمل “تخفيضات ضريبية تاريخية، حدود آمنة، وهيمنة في مجال الطاقة”. ووصف ستيفانيك بأنها “واحدة من أكبر حلفائي القادرين على تحقيق هذه الأجندة”.
السياق الحزبي: معضلة نيويورك الانتخابية
كشفت مصادر لشبكة “فوكس نيوز” عن مخاوف داخلية تتعلق ببنية الانتخابات التمهيدية في ولاية نيويورك، حيث يمثل مقعد ستيفانيك نقطة ساخنة قد يفقدها الجمهوريون في حال خوض انتخابات خاصة. وأشارت تحليلات إلى انقسامات داخل الحزب حول آليات اختيار مرشح بديل، مع اتهامات لستيفانيك بعدم التدخل المبكر لاحتواء الأزمة.
ردود الفعل: بين التأييد والانتقادات
أثار القرار تفاعلاً سياسياً واسعاً، حيث أشاد رئيس مجلس النواب مايك جونسون بالخطوة واصفاً إياها بـ”الضرورة الاستراتيجية”. في المقابل، وصفها محللون ديمقراطيون بـ”الاعتراف الضمني بضعف الأغلبية الجمهورية”، بينما أبدت ستيفانيك تأييدها القرار عبر تغريدة كتبت فيها: “سأواصل خدمة شعب نيويورك والعمل مع الرئيس لتحقيق أجندتنا”.
من جهة دولية، لفت القرار أنظار المراقبين إلى الفراغ الدبلوماسي المستمر منذ استقالة ليندا توماس-غرينفيلد مطلع العام، حيث تواصل الدبلوماسية المخضرمة دوروثي شيا عملها كقائمة بأعمال السفير بالأمم المتحدة بشكل مؤقت.
الأبعاد التشريعية: معركة التخفيضات الضريبية على المحك
يأتي القرار في توقيت حرج مع استعداد الجمهوريين لـمعركة تشريعية حول تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب عام 2017، والتي تساوي قيمتها 1.5 تريليون دولار. تشير تقديرات الكونغرس إلى أن فقدان أي مقعد جمهوري قد يعرّض هذه الخطط للانهيار، خاصة مع معارضة ديمقراطية شديدة.
تداعيات محتملة: سيناريوهات ما بعد القرار
يرى مراقبون أن الخطوة قد تكون مقدمة لـإعادة تشكيل دبلوماسية ترامب الخارجية، حيث تُثار تكهنات حول إمكانية ترشيح شخصية أقل إثارة للجدل دولياً. في الوقت ذاته، يحذر محللون من تصاعد الانقسامات داخل الحزب الجمهوري، خاصة في ولايات مثل فلوريدا التي تشهد تنافساً على المقاعد الشاغرة.
في الإطار المالي، تبرز تحديات الدين الوطني المتجاوز 36.6 تريليون دولار كعامل ضغط إضافي على الإدارة الأمريكية، حيث تحتاج أي خطط ضريبية جديدة إلى توافق كامل داخل الصفوف الجمهورية.
الخلفية السياسية: مسار ستيفانيك مع ترامب
تُعتبر النائبة البالغة من العمر 41 عاماً من أبرز حلفاء ترامب منذ دعمها المبكر لسياسته خلال أولى حملاته الرئاسية. اختارها الرئيس للمنصب الدبلوماسي المرموق نوفمبر الماضي، بعد إعادة انتخابها لمقعدها عن نيويورك بنسبة 58% من الأصوات، وهو ما اعتُبر آنذاك إشارة لتعزيز نفوذ التيار المحافظ في الدبلوماسية الأمريكية.