اللواء سمير فرج: حماس أحيت القضية الفلسطينية وحققت هدفها رغم الخسائر الفادحة
أكد اللواء أركان حرب سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري ، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي من خلال عملية السابع من أكتوبر، مشدداً على أن الحركة حققت هدفها الأساسي رغم الخسائر البشرية الكبيرة والدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة.
إحياء القضية الفلسطينية والتضحيات الكبرى
خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “على مسئوليتي” على قناة “صدى البلد”، رد اللواء سمير فرج على سؤال حول مسؤولية حماس عن الدمار الذي لحق بغزة قائلاً: “أنا بقول إن حماس في يوم من الأيام هي التي أحيت القضية الفلسطينية، ومهما كانت الخسائر 40 ألفا أو 50 ألفا، ما الجزائر خسرت مليون علشان تحقق استقلالها”.
وأضاف فرج أن “حماس حققت الهدف من عملية السابع من أكتوبر، وهو إعادة إثارة القضية الفلسطينية” مؤكداً أن “القضية الفلسطينية كانت ضاعت، وترامب كان سيأتي وتنتهي القصة، إنما حماس أثارت القضية الفلسطينية، والعالم كله اليوم يتحدث عنها وعن حل الدولتين”.
موقف إسرائيل وعدم تحقيق أهدافها
أشار اللواء سمير فرج إلى أن إسرائيل، رغم عملياتها العسكرية الواسعة، لم تنجح في تحقيق أهدافها المعلنة في حربها ضد غزة، متسائلاً: “هل إسرائيل انتصرت اليوم؟ لا، لم تنتصر ولم تحقق أهدافها، هل استعادت الرهائن بالقتال أبدًا 17 شهرا تقاتل ولم تستطع إخراج الأسرى إلا بالتفاوض، هل استولت على غزة؛ دخلت رفح فقط بالأمس، هل قضت على حماس لم تقضي على حماس؛ لكن أضعفت قوتها، هي النهاية لا حماس انتصرت ولا إسرائيل انتصرت”.
مقارنة تاريخية بالثورة الجزائرية
استشهد فرج بالثورة الجزائرية كنموذج للتضحيات الكبرى في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية، مشيراً إلى أن الجزائر قدمت مليون شهيد من أجل استقلالها، مقارناً ذلك بالتضحيات الحالية في غزة التي بلغت نحو 40-50 ألف ضحية حسب تقديراته. وأكد أن هذه التضحيات، رغم فداحتها، أدت إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.
مرونة حماس والتحديات أمام المفاوضات
الموافقة على إدارة مدنية لغزة
أشاد اللواء سمير فرج بالمرونة التي أبدتها حركة حماس تجاه مصر، حيث وافقت على مقترح إدارة قطاع غزة بعد الحرب بترشيح 13 شخصية ليس من بينهم أعضاء في الحركة، معتبراً ذلك “مرونة جيدة”. وتتوافق هذه المعلومات مع ما أعلنته حماس رسمياً من “موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية”.
عقبات نتنياهو أمام المفاوضات
أوضح فرج أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع “عقبة جديدة” أمام المفاوضات بمطالبة حماس بالانسحاب بسلاحها من غزة، مما يعقد مسار المفاوضات ويضع تحديات إضافية أمام الوصول إلى اتفاق. ويأتي ذلك في وقت نفى فيه مكتب نتنياهو ما تناقلته وسائل إعلام حول التوصل لاتفاق مع حماس لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.
الدعوة لمزيد من المرونة
دعا اللواء سمير فرج حركة حماس إلى إبداء “بعض المرونة الإضافية” خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الحركة “لم تعد لديها قدرة قتالية”، مضيفاً: “الله يكون في عونهم، 17 شهرا يقاتلوا قتال الشجعان، وقاتلوا بلا شيء أمام عدو جبار”. وبيّن أن هذه المرونة قد تساهم في كسر الجمود في المفاوضات وتحقيق وقف لإطلاق النار يخفف من معاناة سكان قطاع غزة.
الموقف المصري الثابت من القضية الفلسطينية
رفض التهجير والحفاظ على القضية
جدد اللواء سمير فرج، في تصريحات سابقة، تأكيد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفضها لأي مخططات لتهجير الفلسطينيين، معتبراً أن “تهجير الفلسطينيين يعني ضياع قضيتهم”. وقال في مداخلة تلفزيونية: “كيان أي دولة في العالم عبارة عن 3 أشياء هي الأرض والشعب والنظام الحاكم، حين تنقل الشعب إلى سيناء وتمنح الأرض لإسرائيل إذا لقد ضاعت القضية”.
موقف الرئاسة المصرية والشعب المصري
أشاد فرج بموقف الشعب المصري بجميع فئاته العمرية الرافض لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالب مصر باستضافة الفلسطينيين، موضحاً أن هذا الموقف يتماشى مع موقف القيادة السياسية المصرية التي رفضت منذ بداية الأزمة أي فكرة لتهجير الفلسطينيين.
وأكد أن “مصر ترفض التهجير من هذا المنطلق لقد تحملنا كثيرا من أجل القضية الفلسطينية مصر أول من حاربت في فلسطين والرئيس جمال عبد الناصر أول من قدم ياسر عرفات للعالم”.
مستقبل غزة
يرى اللواء سمير فرج أن الوضع الحالي في قطاع غزة يتطلب مزيداً من الحكمة والمرونة من جميع الأطراف، مؤكداً أن حماس قد حققت هدفها الاستراتيجي بإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية رغم التكلفة البشرية والمادية الباهظة. وينبه إلى ضرورة استثمار هذا التقدم الدبلوماسي والسياسي من خلال التعامل بواقعية مع التحديات الراهنة والضغوط المفروضة على قطاع غزة.
ويبقى السؤال المطروح حول مدى نجاح الجهود المصرية والدولية في التوصل إلى اتفاق هدنة، وكيفية التعامل مع المطالب المتزايدة من إسرائيل بشأن سلاح حماس، وإلى أي مدى ستستجيب الحركة للدعوات بإبداء مزيد من المرونة في ظل الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.









