في تحليل جديد نشره مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، كشف المركز في تقرير له اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025، عن استراتيجية إسرائيلية مكونة من خمس خطوات رئيسية تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني. يأتي هذا التحليل في وقت تشهد فيه إيران تراجعا كبيرا في قوتها الإقليمية نتيجة العقوبات الاقتصادية، والتحديات الداخلية، فضلا عن تزايد الضغط الدولي. وفي الوقت الذي تتزايد فيه التوترات بين إيران وإسرائيل، يقدم المركز خطة شاملة تستهدف تقويض النظام الإيراني من خلال عدد من الخطوات الاستراتيجية.
1. تعزيز المعارضة الداخلية الإيرانية
أولى الخطوات التي اقترحها مركز القدس هي تعزيز المعارضة الداخلية الإيرانية من خلال دعم قنوات رقمية وإنسانية تساعد على تقوية الحركة الاحتجاجية في الداخل الإيراني. ويشير المركز إلى أن الدعم الرقمي يمكن أن يكون أداة فعالة في تحفيز المواطنين الإيرانيين على مواجهة النظام، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والاضطرابات الداخلية. كما يعتبر المركز أن تعزيز الدعم للأحزاب السياسية المناهضة للنظام الإيراني يمكن أن يسهم في تكثيف الضغط على الحكومة الإيرانية.
2. تنفيذ ردع سيبراني متواصل
الخطوة الثانية تتضمن تعزيز السياسات السيبرانية ضد إيران. ويشمل ذلك تكثيف الهجمات السيبرانية ضد البنية التحتية الحيوية للنظام الإيراني، مثل المنشآت النووية وأجهزة الاتصال الحكومية. يهدف هذا إلى شل قدرة الحكومة الإيرانية على التعامل مع الأزمات المحلية والدولية، ويعزز في الوقت ذاته الضغط على النظام الإيراني لإضعافه داخليا.
3. تعطيل خطوط الإمداد الإقليمية والتمويل بالوكالة
الخطوة الثالثة تتعلق بقطع مصادر التمويل الإيراني التي تدعم الأنشطة العسكرية والاقتصادية في المنطقة، خاصة من خلال الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في دول مثل العراق وسوريا ولبنان. وبحسب التقرير، فإن تقويض شبكات التمويل هذه سيكون له تأثير كبير على قدرة إيران في الحفاظ على نفوذها في المنطقة. وتستهدف هذه الخطوة أيضا تعطيل خطوط الإمداد اللوجستية التي تتيح لإيران دعم حلفائها بالأسلحة والموارد.
4. الحفاظ على خيارات عسكرية ذات مصداقية
الخطوة الرابعة هي الحفاظ على خيارات عسكرية ذات مصداقية ووضوح. يشير التقرير إلى أن إسرائيل يجب أن تظل مستعدة لخوض عمليات عسكرية ضد المنشآت الإيرانية إذا تطلب الأمر. يشمل ذلك الهجمات الجوية على مواقع استراتيجية مثل المنشآت النووية في حال فشلت الدبلوماسية والضغط الدولي في منع إيران من تطوير برنامجها النووي. وجود تهديد عسكري حقيقي من شأنه أن يساهم في إضعاف قوة الردع الإيرانية.
5. تفكيك قدرات إيران النووية
الخطوة الأهم والأكثر حساسية هي تفكيك البرنامج النووي الإيراني. يشير مركز القدس إلى أن إيران قد تكون قد أحرزت تقدما كبيرا في برنامجها النووي، لكن هذا لا يعني أن المجتمع الدولي أو إسرائيل يجب أن يتجاهلا هذا التهديد الوجودي. يعتبر المركز أن تدمير القدرات النووية الإيرانية يجب أن يكون أولوية، من خلال تحالفات دبلوماسية وعسكرية متكاملة. وبحسب المركز، فإن غموض أهداف إيران النووية، بالإضافة إلى التردد الدولي في التصدي لها، جعل هذا الملف يتحول إلى “خط أحمر” يجب عدم تجاوزه.
داعيات الوضع في سوريا
وفي سياق الحديث عن التحولات في النفوذ الإيراني، أشار المركز إلى أن سقوط نظام الأسد في سوريا قد شكل ضربة كبيرة لإيران، حيث كان النظام السوري أحد أهم حلفائها في المنطقة، وكان يعول عليه كحجر زاوية في محورها الإقليمي. يشير التحليل إلى أن هذه الأزمة قد فاقمت من ضعف إيران في سوريا، ما أدى إلى تراجع كبير في قوتها الإقليمية بشكل عام.
إيران في تراجع: التحديات الاقتصادية والضغوط الداخلية
يشدد المركز على أن التعامل مع إيران من موقع قوة لا يعني الضعف، بل على العكس، يعكس قوة استراتيجية لمواجهة التحديات بشكل أكثر فعالية. إذا ما أبدت إيران استعدادا للتقليل من تهديداتها أو اتباع سلوك أكثر تهدئة، يجب على إسرائيل أن تكون مستعدة لتغيير استراتيجياتها واتخاذ حلول دبلوماسية مبتكرة، شريطة أن تبقى الضمانات الأمنية ثابتة.
وأوضح مركز القدس أن إيران التي كانت لفترة طويلة منافسا إقليميا رئيسيا تسعى للهيمنة على مناطق واسعة في الشرق الأوسط، تشهد الآن تراجعا كبيرا على جبهات متعددة. فقد ضعفت قواتها بالوكالة، وتعاني من اختناق اقتصادي بسبب العقوبات الدولية، كما تواجه تراجعا ملحوظا في نفوذها نتيجة الاضطرابات الداخلية والضغوط الدولية المتزايدة. ورغم هذه التحديات، تبقى إيران قوة إقليمية يجب التعامل معها بحذر، خاصة في ضوء تطلعاتها النووي.
التعامل مع إيران من موقع قوة
يعتبر مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية أن التعامل مع إيران من موقع قوة، من خلال هذه الخطوات الخمس، يمثل الإستراتيجية الأمثل لإسقاط النظام الإيراني. مع تزايد التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها إيران، فإن هذه الخطة تهدف إلى إضعاف النظام الإيراني داخليا وخارجيا، مما يتيح الفرصة لتغيير النظام في إيران بشكل تدريجي. ومع ذلك، يؤكد المركز أنه في حال أبدت إيران استعدادا لتقليل تهديداتها، فإن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة لاستخدام دبلوماسية مبتكرة في التعامل مع طهران.
كما أن هذا التحليل يعكس الحاجة المستمرة لتنسيق استراتيجيات قوية بين القوى الإقليمية والدولية لضمان الاستقرار في المنطقة والحد من تهديدات النظام الإيراني.










