ديلي تلغراف: واشنطن ترتكب خطأ استراتيجيا بالتعاون مع طالبان لاحتواء “داعش”
حذرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في مقال تحليلي للباحث جيمس سنيل من ما وصفته بـ”الخطأ الاستراتيجي” الذي ترتكبه الولايات المتحدة بسعيها للتعاون مع حركة طالبان لمواجهة تنظيم “داعش – ولاية خراسان”.
وأكد الكاتب أن هذا التوجه قد تكون له تداعيات خطيرة، باعتبار أن طالبان ليست الحل بل أحد مسببات المشكلة.
طالبان… “السبب لا الحل”
أشار سنيل إلى أن حركة طالبان التي تولت السلطة في كابل منذ أغسطس 2021، مسؤولة عن تمدد داعش في البلاد، حيث تفتقر حكومتها للكفاءة والقدرة على بسط الأمن.
ولفت إلى أن وجود قيادات من تنظيم القاعدة في كابل، وعلى رأسهم أيمن الظواهري الذي قتل في غارة أمريكية، يعكس تواطؤ طالبان مع جماعات متطرفة، في مقدمتها شبكة حقاني التي يقودها وزير الداخلية سراج الدين حقاني.
واشنطن وتغير الأولويات
حذر المقال من مؤشرات تقارب بين واشنطن وطالبان، منها زيارة وفد أمريكي إلى كابل مؤخراً، وتلميحات غير رسمية بإمكانية إعادة فتح السفارة الأمريكية هناك.
كما أشار إلى قرار إدارة بايدن إلغاء مكافأة العشرة ملايين دولار التي كانت مرصودة للقبض على سراج الدين حقاني، معتبراً ذلك تغيّراً في استراتيجية الولايات المتحدة من مواجهة طالبان إلى التركيز فقط على داعش.
هل طالبان قادرة على مواجهة داعش؟
سلط سنيل الضوء على سلسلة من الهجمات التي نفذها تنظيم داعش – ولاية خراسان في كل من روسيا وإيران، فضلاً عن توسعه في أفريقيا، مؤكداً أن التنظيم بات يمتلك قدرات تنفيذية متقدمة.
وأكد أن طالبان غير قادرة حتى على حماية نفسها من هجمات داعش، فكيف يمكن الوثوق بها لحماية مصالح الغرب؟ وخلص إلى أن الحركة ليست عدوًا صريحًا للإرهاب، بل لا تزال تحتضن تنظيم القاعدة.
تحذير الثقة العمياء
اختتم الكاتب مقاله بالتحذير من “الثقة العمياء” في حركة طالبان، مشدداً على أن “الإرهابي لا يمكن أن يكون حلاً لمواجهة إرهابي آخر”.
واعتبر أن واشنطن تخاطر بتكرار أخطاء الماضي عبر تلميع جماعة متشددة مثل طالبان، متذرعة بمواجهة خطر أكبر.
