في تطور جديد أثار جدلا واسعا، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، التي كانت ذات يوم المعقل الرئيسي للقوات الأمريكية والدولية، أصبحت الآن تحت سيطرة الصين، وذلك بعد الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد.
وقال ترامب”كنت سأغادر أفغانستان، أنا من جعل الانسحاب ممكنا، لكنني كنت سأحتفظ بقاعدة باغرام… ليس من أجل أفغانستان، ولكن لأنها تبعد ساعة واحدة عن المكان الذي تبني فيه الصين أسلحتها النووية”.
ووصف ترامب قاعدة باغرام بأنها واحدة من أكبر القواعد الجوية في العالم، منتقدا تخلي الإدارة الحالية عنها، ومعتبرا ذلك خطأ استراتيجيا فادحا منح الصين فرصة لتعزيز وجودها في منطقة حيوية.
تقارير متضاربة ونفي من طالبان
رغم تصريحات ترامب، نفت حكومة طالبان الادعاءات المتعلقة بوجود صيني أو أمريكي في قاعدة باغرام. وصرح المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد بأن القاعدة لا تزال تحت السيطرة الكاملة للحكومة الأفغانية، مشيرا إلى أن الحديث عن وجود أجنبي في باغرام هو مجرد “دعاية إعلامية مغرضة”.
كما شدد مجاهد على أن طالبان ترفض بشكل قاطع أي وجود عسكري أجنبي على الأراضي الأفغانية، مضيفا أن سيادة البلاد “خط أحمر” لا يمكن التنازل عنه، وأن التقارير المتداولة تهدف إلى تشويه صورة الحكومة الجديدة وتقويض استقرار البلاد.
قاعدة باغرام… محور نزاع استراتيجي
تعد قاعدة باغرام الجوية موقعا ذا أهمية جيوسياسية بالغة، نظرا لموقعها الاستراتيجي قرب الحدود الصينية، حيث توفر منفذا لمراقبة التحركات العسكرية في جنوب ووسط آسيا، لا سيما المواقع النووية الصينية. وقد كانت القاعدة على مدى عقدين من الزمن مركزا رئيسيا للعمليات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان.
وتفيد بعض التقارير الإعلامية أن القاعدة قد تكون شهدت نشاطا عسكريا أمريكيا مؤخرا، بما في ذلك هبوط طائرات شحن عسكرية من طراز C-17، يعتقد أنها كانت تحمل معدات وأفرادا من الاستخبارات الأمريكية، في حين لم تصدر وزارة الدفاع الأمريكية أو البيت الأبيض أي تأكيد رسمي بشأن تلك التقارير.
انعكاسات جيواستراتيجية محتملة
تسلط هذه التطورات الضوء على استمرار الصراع على النفوذ في أفغانستان في أعقاب الانسحاب الأمريكي. فبينما تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على موطئ قدم استخباراتي في المنطقة، تعمل الصين على توسيع نفوذها من خلال استثمارات استراتيجية ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، وسط قلق دولي من احتمال استخدام القواعد المهجورة في أفغانستان لأغراض أمنية أو عسكرية.
في المقابل، تؤكد طالبان سعيها لتثبيت حكمها دون تدخل خارجي، في محاولة للظهور كسلطة وطنية قادرة على إدارة شؤون البلاد داخليا وخارجيا.










