اختتمت، مساء السبت 12 أبريل2025، الجولة التمهيدية من المحادثات بين وفدين إيراني وأمريكي في العاصمة العمانية مسقط، وسط أجواء وصفت بـ”البناءة”، تخللها حوار مباشر نادر بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ووفقا لما أوردته وكالة أسوشيتد برس، فإن الموكب الأمريكي غادر مكان الاجتماع عند الساعة 5:20 مساء بتوقيت طهران، بعد أكثر من ساعتين من المفاوضات التي جرت في أجواء سرية وتحت رعاية سلطنة عمان.
بيام الخارجية الإيرانية حول مفاوضات مسقط
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن المحادثات جرت في إطار من “الاحترام المتبادل”، وشملت نقاشات حول رفع العقوبات والقضايا المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن الطرفين اتفقا على استمرار المحادثات خلال الأسبوع المقبل.
وفي بيان رسمي صدر عن الخارجية الإيرانية، أشير إلى أن رئيسي الوفدين أجريا محادثة مباشرة قصيرة في ختام اللقاء، بحضور وزير خارجية سلطنة عمان، وذلك للمرة الأولى منذ انقطاع المحادثات المباشرة في عهد الإدارة الأمريكية السابقة.
تفاصيل المفاوضات الأمريكية الإيرانية
وتأتي هذه التطورات وسط تصريحات متضاربة حول طبيعة وجدول أعمال المحادثات. ففي حين نقلت رويترز عن مصدر عماني أن الاجتماع يسعى إلى “تخفيف التوترات الإقليمية، وتبادل السجناء، والتوصل إلى اتفاقيات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل السيطرة على البرنامج النووي”، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية هذا الطرح، مؤكدا أن المفاوضات تركز فقط على “البرنامج النووي ورفع العقوبات”.
وكان موقع أكسيوس قد كشف، قبيل اللقاء، عن احتمال عقد محادثات مباشرة بين عراقجي وويتاكر إذا أظهرت التفاعلات الأولية إشارات إيجابية، وهو ما تحقق بالفعل مساء السبت.
إيران تعرض مشاريع بـ 2.5 تريليون دولار على ترامب
نواب أمريكيون يوجهون رسالة دعم لترامب بشأن استراتيجية “الضغط الأقصى” ضد إيران
دول الخليج ترفض استخدام قواعدها العسكرية لتنفيذ ضربات أمريكية ضد إيران
رسائل متبادلة وتحذيرات مسبقة
من جانبها، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في وقت سابق، على أن هدف الإدارة الأمريكية واضح، وهو “ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي أبدا”، مؤكدة أن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.
كما حذر مسؤولون أمريكيون من أن عدم التزام إيران قد يترتب عليه “ثمن باهظ”، في وقت تترقب فيه العواصم الغربية ما ستسفر عنه هذه الجولة من المحادثات، خاصة بعد تقارير عن تلقي المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة مباشرة من دونالد ترامب تدعو للتوصل إلى اتفاق خلال شهرين.
خلفيات وخطوط حمراء
رغم هذا الانفتاح الحذر، لا تزال إيران ترفض بشكل قاطع أي مفاوضات بشأن برنامجها الصاروخي أو قدراتها الدفاعية، وتؤكد أن المحادثات الجارية لا تتجاوز الملف النووي ورفع العقوبات الاقتصادية.
وتحاول سلطنة عمان، التي لعبت دور الوسيط في العديد من المحطات الحساسة بين طهران وواشنطن، دفع الطرفين نحو اتفاق “مؤقت” قد يمهد لتفاهم أوسع، في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وتكثف الضغوط الدولية على طهران.
ما التالي؟
في انتظار الجولة المقبلة من المفاوضات، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت المحادثات ستنتقل من الشكل غير المباشر إلى محادثات مباشرة كاملة، وما إذا كانت واشنطن وطهران مستعدتان فعليا لتقديم تنازلات تعيد إحياء الاتفاق النووي المجمد منذ انسحاب ترامب منه عام 2018.










