الانسحاب من أدان يابال: ضربة موجعة للجيش الصومالي
شهدت بلدة أدان يابال الاستراتيجية في محافظة شبيلي الوسطى تطورًا ميدانيًا لافتًا، بعد أن اضطرت قوات الجيش الصومالي إلى الانسحاب منها عقب اشتباكات عنيفة مع مسلحي حركة الشباب المتشددة.
ويمثل هذا الانسحاب نكسة ميدانية جديدة للجيش الصومالي، حيث تُعد البلدة واحدة من أكبر القواعد العسكرية في وسط البلاد، وتُشكل حلقة وصل مهمة بين مناطق العمليات العسكرية في وسط وجنوب الصومال.
موقع استراتيجي وأهمية رمزية
تبعد بلدة أدان يابال حوالي 220 كيلومترًا شمال العاصمة مقديشو، وكانت قد خضعت لسيطرة الجيش الصومالي والمقاتلين المحليين في عام 2022، بعد معركة شاقة انتهت بطرد حركة الشباب منها.
ويأتي الاستيلاء الجديد للحركة على البلدة بمثابة ضربة للعمليات العسكرية الحكومية التي تهدف إلى استعادة السيطرة على المناطق التي تقع تحت نفوذ الجماعة.
تحوّلات ميدانية وتكتيكات معقدة
شهدت الأسابيع الماضية تحركات واسعة النطاق من قبل مسلحي حركة الشباب، خصوصًا بعد أن فشلوا في اختراق جبهات القتال في مناطق هيران وشبيلي الوسطى خلال شهري يناير وفبراير.
ووفق مصادر ميدانية، حاولت الحركة فتح طرق إمداد استراتيجية تربط بين المناطق الخاضعة لسيطرتها، إلا أن الهجمات أُجهضت من قبل القوات الحكومية والمجتمعات المحلية المسلحة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مسلح بحسب تقارير سابقة لإذاعة صوت أمريكا.
لكن وبعد تلك الإخفاقات، غيرت الحركة تكتيكها، وقامت بإنشاء جسر مؤقت قرب قرية أوبالي، لتسهيل عبور مقاتليها شرقًا، حيث أرسلت تعزيزات كبيرة نحو شبيلي الوسطى، وتحديدًا إلى أدان يابال.
هجوم الخداع في بلعاد
في سياق العمليات الأخيرة، شنّت الحركة هجومًا مفاجئًا على بلدة بلعاد، الواقعة في طريق رتل إمدادات لقوات الاتحاد الأفريقي والجيش الصومالي، في ما اعتُبر هجومًا خداعيًا لتشتيت الانتباه عن التحركات الفعلية نحو أدان يابال.
انعكاسات الانسحاب
يرى مراقبون أن انسحاب الجيش من أدان يابال قد يؤثر على التقدم المحرز في الجبهتين الوسطى والجنوبية، كما يثير تساؤلات حول قدرة القوات الحكومية على الاحتفاظ بالمناطق المحررة في ظل استمرار المواجهات مع حركة الشباب.
ومع أن الجيش الصومالي يلقى دعمًا مباشرًا من الولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأفريقي (ATMIS)، إلا أن طبيعة المعارك وتضاريس المنطقة تجعل من استئصال حركة الشباب عملية معقدة وممتدة.
لا تزال المعركة ضد حركة الشباب طويلة الأمد، وتواجه تحديات متعددة، منها اختراق الجماعة للمناطق الريفية، واعتمادها على تكتيكات الكرّ والفرّ، ما يفرض على الحكومة الصومالية إعادة النظر في استراتيجيات السيطرة والتمركز في المناطق المحررة.










