اندلاع معركة شرسة على مشارف مقديشو وسط انهيار أمني وغياب القيادة
تعيش العاصمة الصومالية مقديشو حالة من الفوضى والهلع بعد اندلاع معركة ضارية على أطراف المدينة، إثر هجوم واسع النطاق شنه مسلحو حركة الشباب الإرهابية، الذين تمكنوا من اختراق الخطوط الدفاعية الخارجية للعاصمة، وسط انهيار أمني شبه تام وغياب مقلق للقيادة السياسية والعسكرية.
ووفقا لمصادر أمنية ميدانية، فإن المسلحين نجحوا في التسلل عبر بوابات المدينة الجنوبية والشرقية، مما أجبر القوات الحكومية المحلية والوحدات الأمنية على خوض معركة يائسة للحفاظ على السيطرة على مداخل المدينة.
وأعلنت السلطات حالة تأهب قصوى، وأمرت جميع وحدات الجيش والأجهزة الأمنية داخل المدينة بتعزيز نقاط التفتيش وإغلاق مداخل مقديشو، إلا أن أصوات الاشتباكات والانفجارات باتت تُسمع بوضوح في العديد من الأحياء، خصوصًا في محيط تقاطع كاوكا وقرب المطار الدولي.
غياب القيادة يفاقم الأزمة
وسط حالة الاستنفار القصوى، أثيرت تساؤلات حادة حول غياب القيادة السياسية والعسكرية. وأفاد مصدر من داخل “فيلا الصومال” – مقر الرئاسة – بأن الرئيس حسن شيخ محمود ووزير الدفاع كانا في “اجتماع عشائري” يناقشان مستقبل الانتخابات المقبلة، في وقت تشهد فيه العاصمة أخطر هجوم منذ سنوات.
هذا الغياب أثار غضبًا عارمًا في صفوف القوات الصومالية والمواطنين، الذين اعتبروا أن الحكومة تخلت عن واجبها الدستوري في حماية العاصمة، وفضّلت التركيز على حسابات سياسية ضيقة.
سقوط متسارع للمواقع الحكومية
أكدت تقارير أولية أن مسلحي حركة الشباب سيطروا على عدد من النقاط العسكرية خارج العاصمة، ويواصلون التقدم نحو قلب المدينة، وسط انهيارات متتالية في صفوف الدفاعات الحكومية، وغياب خطط إسناد أو دعم جوي فعال.
وفي هذا السياق، قال أحد الضباط الميدانيين المنهكين عبر جهاز الاتصال اللاسلكي: “لا توجد قيادة، لا توجد أوامر. نقاتل وحدنا.”
حركة الشباب تستغل الفراغ
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه مناطق متعددة من جنوب ووسط الصومال توسعًا ملحوظًا لحركة الشباب، التي استغلت حالة الانقسام السياسي وتفكك الأجهزة الأمنية لتعزيز نفوذها في المحافظات الريفية والطرق الحيوية.
<










