بلاغ رسمي من الجالية العلوية في أمريكا ضد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني
قدمت مجموعة من أبناء الجالية العلوية في الولايات المتحدة الأمريكية بلاغاً رسمياً إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في ولاية نيويورك ضد وزير الخارجية السوري الحالي، أسعد الشيباني، على خلفية اتهامات تتعلق بانتمائه إلى جماعات إرهابية ومشاركته في حكومة متهمة بارتكاب مجازر بحق أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري.
تفاصيل البلاغ والاتهامات الموجهة للشيباني
تضمن البلاغ المقدم في مدينة نيويورك، التي يتوقع أن يزورها الشيباني قريباً، رسالة موثقة تسلط الضوء على تاريخ الوزير السوري في العمل مع تنظيمات مصنفة كإرهابية. وحسب المعلومات المتاحة، فإن الجالية السورية العلوية قدمت أدلة وصوراً تزعم أنها تثبت علاقة الشيباني بجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويأتي هذا البلاغ في وقت تشهد فيه سوريا تحولات سياسية كبرى، حيث تولت حكومة أحمد الشرع السلطة بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، في حدث وصفته مصادر إعلامية بأنه “تحول تاريخي” في البلاد.
من هو أسعد الشيباني؟
أسعد حسن الشيباني هو وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية التي تشكلت بعد سقوط نظام الأسد. ولد عام 1987 في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، وتخرج من جامعة دمشق في تخصص اللغة الإنجليزية وآدابها.
حصل الشيباني على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية من جامعة صباح الدين زعيم في تركيا عام 2022، ويكمل دراسة الدكتوراه في نفس التخصص. وقد انضم للثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011، وشارك في تأسيس حكومة الإنقاذ السورية عام 2017 التابعة لهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب.
وفقاً لبعض المصادر الإعلامية، فإن الشيباني يُعرف أيضاً باسم “زيد العطار”، ولديه أسماء مستعارة أخرى مثل “نسيم” و”أبو عائشة” و”أبو عمار الشامي” و”حسام الشافعي”. كما تشير بعض التقارير إلى أنه من مؤسسي جبهة النصرة مع أبو محمد الجولاني.
موقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي
أعربت الولايات المتحدة في وقت سابق عن قلقها لوزير الخارجية الشيباني بشأن التقارير الأخيرة حول “الهجمات العنيفة” التي شنها مسلحون في أنحاء سوريا، وقلقها من “التقارير المتعلقة بالعنف والانتقام والترهيب ضد الأقليات”.
وقال مسؤول أمريكي إن “الإدارة السورية الجديدة بحاجة إلى السيطرة على الوضع، لأنه إذا استمرت هذه الحوادث العنيفة فقد تزيد التوترات الداخلية وتسمح لعناصر مرتبطة بنظام الأسد أو حتى داعش بإشعال صراع جديد في البلاد”.
من جانبه، أكد الشيباني في تصريحات سابقة أن “الإدارة الانتقالية تعارض مثل هذا العنف”، وقال إن معظم هذه الأعمال كانت من قبل جماعات مسلحة أخرى لا علاقة لها بفصيل هيئة تحرير الشام.
لقاءات الجالية السورية مع المسؤولين الأمريكيين
في سياق متصل، عقدت مجموعة من أعيان ووجهاء الجالية السورية في الولايات المتحدة، لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء في مجلس الشيوخ، بهدف نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض السورية.
وقد أشارت مصادر مطلعة إلى أن الإدارة الأمريكية وضعت شروطاً واضحة للتعامل مع النظام السوري الجديد، تتمحور حول الالتزام بالقوانين الدولية وتحقيق الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح الأمريكية، بالإضافة إلى ضرورة حماية الأقليات وتحقيق تمثيل شامل لكافة مكونات الشعب السوري دون تمييز أو تهميش.
خط زمني لتحركات الشيباني الدبلوماسية
منذ توليه منصب وزير الخارجية، قام الشيباني بعدة تحركات دبلوماسية:
- في ديسمبر 2024، دعته الجالية السورية في أمريكا لزيارة الولايات المتحدة خلال شهر فبراير 2025، وأشارت المصادر إلى أنه سيلبي الدعوة.
- في يناير 2025، التقى مسؤولون أمريكيون مع الشيباني في دمشق وناقشوا عدداً من القضايا، بما في ذلك التطورات الأخيرة داخل سوريا وأهمية تمثيل جميع السوريين.
- في يناير 2025 أيضاً، زار الشيباني الإمارات العربية المتحدة.
- في مارس 2025، زار العراق ودعا إلى فتح الحدود واستئناف التجارة ومحاربة الإرهاب.
- في أبريل 2025، رافق الرئيس السوري أحمد الشرع في زيارته للإمارات، حيث أكد الرئيس الإماراتي دعم بلاده لسوريا.
تصريحات الشيباني حول التنوع والوحدة السورية
في فبراير 2025، صرح الشيباني خلال مؤتمر ميونخ للأمن أن “الحكومة السورية المقبلة، ستكون مبنية على الكفاءة ولن تكون حكومة طائفية”، مضيفاً أن “الحكومة لن تقسم إلى مجموعات طائفية والتعيينات بها ستتم بناءً على الجدارة”.
كما أكد الشيباني في مارس 2025 أن “الجمهورية العربية السورية دولة واحدة موحدة ولن يتسامح السوريون مع أي محاولة للمساس بالسيادة السورية أو تقسيم سوريا أو فرض مناطق نفوذ على حساب وحدة البلاد”.
الموقف الأمريكي من الحكومة السورية الجديدة
وضعت الولايات المتحدة شروطاً للتعامل مع الحكومة السورية الجديدة، تشمل السماح للحكومة الأمريكية بتنفيذ عمليات “مكافحة الإرهاب” على الأراضي السورية.
وتشير المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية ما زالت تترقب خطوات ملموسة من الحكومة السورية الجديدة لتنفيذ هذه المطالب، وأنه لا رفع للعقوبات الأمريكية عن أفراد النظام الحالي أو قياداته المصنفة كإرهابية ما لم يتم الالتزام الصارم بالمطالب الأمريكية.










