فاز الكاتب المصري محمد سمير ندا بجائزة البوكر العربية لعام 2025 عن روايته “صلاة القلق”، التي تسلط الضوء على تحولات المجتمع العربي بعد نكسة 1967 عبر سردٍ فانتازيٍّ يعانق الواقعَ بجرأة. جاء الإعلان الرسمي عن الجائزة في 24 أبريل 2025، بعد وصول الرواية للقائمة القصيرة في فبراير من العام ذاته.
محمد سمير ندا: سيرة مُعَطَّرة بالتناقضات
وُلد ندا في بغداد عام 1978، وعاش طفولته بين أزيز حرب العراق وإيران، قبل أن يعود إلى مصر حيث تشكّل وعيه الأدبي. يُعتبر تجربته في “صلاة القلق” محطةً فارقةً في مسيرته، بعد أن أمضى أربع سنواتٍ في صقل سبع مسوّداتٍ للرواية، مُزاوجًا بين التوثيق التاريخي والخيال الديستوبي.
صلاة القلق: روايةُ الانفجار الداخلي
تدور الأحداث حول قريةٍ صعيديةٍ تتحول إلى “علبة محكمة” بعد انفجار غامض عام 1977، حيث تُروى الحكاية عبر ثماني شخصياتٍ تنسج سردًا متشابكًا يعيد تشكيل ذاكرة النكسة. تتعمد الرواية كسرَ الخط الزمني التقليدي، مستخدمةً تقنية “الفسيفساء السردية” لتفكيك مفهوم الحقيقة المُطلقة.
طقوس الكتابة: صراعٌ مع الصمت
يصف ندا عمليةَ الكتابة بأنها “لعبٌ على حافة الهاوية”، معتبرًا أن متعةَ الإبداع تكمن في انتزاع اللحظات الهادئة من ضجيج الحياة اليومية. يؤمن بأن النشر “يقتل الفعلَ الإبداعي”، وهو ما يفسر تأخره في إطلاق أعماله الكاملة.
تظل “صلاة القلق” شاهدةً على قدرة الأدب العربي على اختراق تابوهات التاريخ عبر لغزٍ سرديٍّ يرفضُ الاستسلامَ للنسيان.









