انتقد الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جنازة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الذي أقيم في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.
وألقى الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري عظة مؤثرة أمام قادة العالم والملايين من المشاهدين، اختتمها برسائل قوية حملت صدى مواقف البابا الراحل، ولم تخل من إشارات سياسية لافتة.
وفي إشارة واضحة لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال باتيستا: “بناء الجسور، لا الجدران”، في تكرار لعبارة شهيرة استخدمها البابا فرانسيس مرارا خلال فترة حبريته التي استمرت 12 عاما، وعبر بها عن موقفه المعارض لسياسات العزل، وخاصة في ملف الهجرة.
وجاءت هذه الرسالة بينما كان ترامب جالسا ضمن الحضور، بعد لقائه في وقت سابق بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش مراسم الجنازة. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يظهر فيها الرئيس الأمريكي مع قادة كنسيين دوليين منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وسلط الكاردينال باتيستا الضوء في عظته على أهم الملفات التي ناضل من أجلها البابا فرانسيس، قائلا إن الحبر الأعظم كان صاحب رؤية “إنسانية وروحية عميقة”، مؤكدا أنه “قرأ بعين ثاقبة علامات الأزمنة، وأيقظ الروح القدس في قلب الكنيسة”.
وأضاف: “لقد نادى البابا فرانسيس بكنيسة منفتحة، قريبة من الفقراء والمهاجرين، داعية إلى السلام، ومسؤولة عن حماية الخليقة”، مشيرا إلى أن هذه المبادئ يجب ألا تنسى في المرحلة القادمة.
كما وجه الكاردينال رسالة مباشرة إلى الكرادلة الذين سيشاركون قريبا في المجمع السري لاختيار البابا الجديد، قائلا: “لا عودة إلى الوراء”، في دعوة للحفاظ على الإرث التقدمي الذي أرساه البابا الراحل وعدم الانجرار نحو مواقف محافظة تهدد ما وصفه بـ”اليقظة الروحية”.
جنازة البابا فرانسيس تحولت إلى لحظة كنسية وتاريخية فارقة، حملت طابعا روحيا وإنسانيا، لكنها لم تخل من رسائل سياسية صريحة، تعكس التوتر القائم بين بعض الزعماء العالميين وتعاليم الفاتيكان في قضايا الهجرة، والعدالة الاجتماعية، والتغير المناخي.










