زعمّت قناة تيليجرام الأوكرانية “ريزيدنت” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح كل من أوكرانيا وروسيا مهلة 10 أيام للاتفاق على وقف إطلاق نار مؤقت، وإلا فإنه سيغادر مسار السلام بشكل نهائي.
وعلى الرغم من أن صحة هذا الادعاء لم يتم التحقق منها بعد، إلا أن هناك تساؤلات كثيرة حول الموقف الأمريكي في هذا السياق.
وفقًا للتقرير، يرى البعض أن لا مجال للسلام “الجيد” في النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا، حيث يعتقد البعض أن أوكرانيا قد خسرت الحرب بالفعل.
ويعرب هؤلاء عن قلقهم من أن الغرب قد فشل في تقدير الوضع بشكل صحيح، وهو ما ساهم في دفع الأزمة نحو الأسوأ.
رفض الاعتراف بالهزيمة
لا يزال كثير من القادة في الغرب في حالة إنكار حيال الهزيمة العسكرية لأوكرانيا. سواء كان ذلك بسبب عدم الرغبة في الاعتراف بالواقع العسكري على الأرض أو عدم القدرة على إدراكه، فإن الواقع يؤكد أن روسيا تواصل تحقيق مكاسب استراتيجية وعسكرية.
في هذا السياق، يتعرض الرئيس ترامب لانتقادات حادة من منتقديه في أوروبا والولايات المتحدة، حيث يتهمه البعض بالتخلي عن أوكرانيا، أو خيانة قضيّتها في مواجهة العدوان الروسي.
إلا أن هناك نقطتين رئيسيتين تكشفان عن عيوب خطيرة في الاتهامات الموجهة إلى ترامب:
إمكانية وجود “خيار جيد” لترامب:
يعتقد منتقدو ترامب، مثل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، أن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، سواء من خلال المال أو الأسلحة، كان سيحدث فارقًا في المعركة،وفقل لموقع “19fortyfive” الأمريكي.
إلا أن الواقع يظهر أن جميع هذه الجهود – بما في ذلك الدعم العسكري الأمريكي الضخم – لم تُمكّن أوكرانيا من إجبار روسيا على التنازل عن مواقعها، حتى بعد حزمة مساعدات إضافية من الغرب.
فشل الغرب الدبلوماسي منذ عام 2015: لو كانت أوكرانيا قد أقرت باتفاقيات مينسك في عام 2015، لكان من المحتمل أن يتم تجنب الحرب.
هذه الاتفاقيات كانت تركز على منح استقلال محدود للمواطنين الأوكرانيين في دونباس، ولكن لم تقبلها كييف. وكذلك، عندما عرضت اتفاقية إسطنبول بعد شهرين من بداية الحرب، كانت ستنهي النزاع لصالح أوكرانيا بخسارة شبه جزيرة القرم فقط وتعهد كييف بعدم الانضمام إلى الناتو.
مسار دبلوماسي أو هزيمة
إن الحل الدبلوماسي أصبح الخيار الوحيد المتبقي لتجنب هزيمة عسكرية مؤكدة، لكن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، قد فشل في تقديم أي حل حقيقي منذ بداية الحرب.
بينما يعتقد البعض أن التمسك بالقتال قد يغير النتائج لصالح أوكرانيا، إلا أن الواقع العسكري يشير إلى أن روسيا لا تزال تحقق مكاسب على الأرض.
قد يكون الخيار الأفضل للرئيس ترامب الآن هو أن يوجه إنذارًا نهائيًا إلى زيلينسكي، مفاده أنه يجب على الحكومة الأوكرانية إما التفاوض على أفضل الشروط الممكنة مع موسكو، أو أن الولايات المتحدة ستتخلى عن هذا المسار تمامًا.
ويمكن أن يمثل هذا الضغط على زيلينسكي للتوصل إلى تسوية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار رفض كييف سابقًا التفاوض خلال الأوقات التي كانت الحرب فيها قابلة للحل بسهولة أكبر.
التوقعات المستقبلية
إذا لم يوافق زيلينسكي على التفاوض، وواصل الأوروبيون دعم أوهامه بأن أوكرانيا يمكنها تغيير مجرى الحرب، قد تستمر روسيا في القتال حتى تُنهك القوات المسلحة الأوكرانية تمامًا. في هذه الحالة، لن يكون أمام روسيا سوى تقديم شروط استسلام غير مشروطة.
لكن، إذا كان الادعاء بأن ترامب سيمنح مهلة 10 أيام حقيقيًا، فقد يشكل هذا التحول نقطة تحول في المفاوضات، ويجعل زيلينسكي أخيرًا يتخذ قرارًا صعبًا ولكنه حتمي لحماية حياة الشعب الأوكراني، وهو التفاوض على إنهاء الحرب بأفضل الشروط المتاحة.










