ارتفاع جنوني في أسعار الأضاحي 2025 يثير غضبًا واسعًا في الشارع المصري
القاهرة – 4 مايو 2025 – مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد الأسواق المصرية موجة غضب عارمة بسبب الارتفاع القياسي في أسعار الأضاحي، حيث تجاوز سعر الخروف 12 ألف جنيه في بعض المناطق، فيما وصلت أسعار العجول إلى 80 ألف جنيه للرأس الواحدة. هذا الوضع أدى إلى عزوف آلاف الأسر عن أداء الشعيرة الدينية، مما أثار جدلًا واسعًا حول الأسباب الكامنة وراء هذه الأزمة وتداعياتها الاجتماعية.
تفاصيل الأسعار التي فاقت التوقعات
تشير البيانات الحديثة إلى أن سعر الكيلو القائم للخراف المحلية تجاوز حاجز الـ200 جنيه، بينما بلغ سعر الخروف الكامل ذي الوزن المتوسط نحو 10 آلاف جنيه. أما العجول البقرية فتشهد هي الأخرى ارتفاعًا ملحوظًا، حيث يتراوح سعر الكيلو القائم بين 175 و185 جنيهًا، ما يرفع تكلفة العجل الكامل إلى 80 ألف جنيه.
فجوة كبيرة بين الأسعار المحلية والمستوردة
كشف تقرير صادر عن شعبة القصابين عن تفاوت كبير في الأسعار بين المنتج المحلي والمستورد، حيث تصل تكلفة الخراف المستوردة إلى 7 آلاف جنيه، بينما تبلغ أسعار الماعز المستورد 5 آلاف جنيه. ويعزو الخبراء هذا التفاوت إلى ارتفاع تكاليف النقل والجمارك
عوامل اقتصادية متشابكة وراء الأزمة
أوضح د. مصطفى وهبة، رئيس شعبة القصابين، أن تكلفة الأعلاف تشكل 70% من إجمالي مصروفات التربية، مشيرًا إلى أن أسعار الذرة والشعير ارتفعت بنسبة 40% منذ بداية العام. كما أدى انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار إلى زيادة تكاليف الاستيراد بنسبة 25%.
أزمة السيولة وتأثيرها على السوق
أفادت تقارير ميدانية من محافظات الصعيد بتراجع المبيعات بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي، حيث يعاني المزارعون من صعوبة في الحصول على تمويلات لشراء الأعلاف. هذا الوضع دفع العديد من المربين إلى بيع قطعانهم بشكل مبكر لتجنب الخسائر.
تداعيات اجتماعية مقلقة
أدت الأزمة إلى تحول لافت في العادات الاجتماعية، حيث لجأ 45% من الأسر إلى نظام الشراكة في الأضاحي، بينما فضلت 30% منها شراء اللحوم المجمدة بأسعار تصل إلى 240 جنيهًا للكيلو. وقال محمد النور، أحد سكان القاهرة: “اضطررنا لشراء نصف خروف فقط بعد أن كان العرف يقضي بذبح أضحية كاملة”.
مبادرات حكومية لتخفيف الأعباء
ردًا على الأزمة، أعلنت وزارة التموين عن تخصيص 50 ألف رأس ماشية مدعومة بنسبة 30%، كما أطلقت غرفة العمليات المركزية للطب البيطري خطين ساخنين (114 و15496) لتلقي شكاوى المواطنين. لكن هذه الإجراءات واجهت انتقادات بسبب محدودية كمياتها مقارنة بحجم الطلب.
تأثيرات طويلة المدى على القطاع الزراعي
حذر خبراء الاقتصاد من انهيار قطاع تربية الماشية، حيث أفادت إحصاءات رسمية بانخفاض أعداد الرؤوس بنسبة 18% خلال العام الجاري. وأشار د. علي محمود، الخبير الزراعي، إلى أن 40% من المربين الصغار قرروا التحول إلى أنشطة اقتصادية أخرى، مما يهدد الأمن الغذائي في المدى المتوسط.
مستقبل الأضاحي بين التحديات والحلول
في محاولة للتكيف مع الواقع الجديد، بدأت بعض الجمعيات الخيرية تنظيم حملات “الأضاحي الإلكترونية” التي تتيح للمواطنين المشاركة في ذبيحة واحدة عبر الإنترنت. كما اقترح عدد من الخبراء إصدار صكوك أضاحي استثمارية قابلة للتداول، لكن هذه الأفكار لا تزال محل جدل واسع في الأوساط الدينية والاقتصادية.
نداءات لتفعيل الرقابة على الأسواق
طالبت نقابة التجار الحكومة بتشكيل فرق تفتيش مشتركة من التموين والزراعة لمكافحة الاحتكار. بينما دعا نشطاء إلى مقاطعة التجار المتسببين في “المضاربات غير المبررة”. في المقابل، برر بعض التجار ارتفاع الأسعار بزيادة تكاليف النقل والعمالة بنسبة 35%.
خلاصة الأزمة وآفاق الحل
تشكل أزمة أسعار الأضاحي لعام 2025 اختبارًا حقيقيًا للسياسات الاقتصادية المصرية، حيث تجتمع العوامل المحلية والدولية لخلق وضع معقد يتطلب حلولًا مبتكرة. بينما ينتظر المواطنون تدخلات أكثر فاعلية، تبرز الحاجة إلى إستراتيجية شاملة تعالج جذور المشكلة في قطاع الثروة الحيوانية، مع الحفاظ على الطابع الاجتماعي والديني لهذه الشعيرة المهمة.










