شنّت إسرائيل، مساء الإثنين، هجوماً جوياً واسعاً على مواقع في مدينة الحُديدة، غربي اليمن، في تصعيد جديد أعقب إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً سقط في محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن طائراته الحربية نفذت ضربات دقيقة على “أهداف تابعة لحكم الحوثيين” في الميناء ومحيطه، على مسافة نحو 2000 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية. وأوضح البيان أن المواقع المستهدفة تُعد “مصادر دخل رئيسية للحوثيين”، مشيراً إلى أن الميناء يُستخدم “لنقل الأسلحة الإيرانية والمعدات العسكرية”، على حد وصفه.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، نُفذ الهجوم بتنسيق مع الولايات المتحدة، وشاركت فيه نحو 30 طائرة حربية ألقت ما يقرب من 50 قذيفة على عشرة مواقع، بينها ميناء الحديدة البحري ومصنع باجل للإسمنت، الذي قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إنه يُستخدم في إنتاج بنى تحتية عسكرية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الهجوم “كان شديد القوة ودمّر منشآت حيوية تُستخدم في تصنيع الأسلحة”، متوعداً بالمزيد من الضربات في المستقبل، ومؤكداً أن “وقت اللعب قد انتهى”.
الهجوم الإسرائيلي أدى إلى تعليق عدد من شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى تل أبيب، بعد سقوط الصاروخ الحوثي الذي لم يُسفر عن إصابات لكنه أثار مخاوف من تصعيد جديد في المنطقة.
وكانت جماعة الحوثي قد كثفت في الآونة الأخيرة هجماتها الصاروخية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، في ظل ما تصفه بـ”دعم العدوان الإسرائيلي على غزة”، مما دفع تل أبيب إلى توسيع نطاق ردودها العسكرية لتشمل الأراضي اليمنية.
ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه بهذا الحجم، ما يشير إلى تحوّل استراتيجي في تعامل إسرائيل مع التهديدات الإقليمية القادمة من اليمن، وسط تنسيق أمني لافت مع واشنطن واستعدادات لمواجهة محتملة أوسع.










