في تصعيد عسكري هو الأضخم منذ سنوات بين الجارتين النوويتين، أعلنت باكستان اليوم الثلاثاء إسقاط خمس طائرات حربية هندية، وذلك ردًا على ضربات جوية ليلية شنتها الهند على ستة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، ما أسفر عن مقتل 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين، بحسب ما أفاد مسؤولون باكستانيون.
وقالت المديرية العامة للعلاقات العامة للجيش الباكستاني (ISPR) إن الهند أطلقت، عند حوالي الساعة الواحدة صباحًا، ما وصفته بـ”عملية سيندور”، عبر غارات استهدفت مناطق في سيالكوت وبهاوالبور وآزاد كشمير، مؤكدة أن الرد الباكستاني بدأ خلال أقل من ساعة بإسقاط طائرتين، تلاهما إسقاط ثلاث طائرات أخرى تباعًا.
وأفاد وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، أن الطائرات الهندية التي أُسقطت شملت ثلاث مقاتلات فرنسية الصنع من طراز رافال، ومقاتلة سو-30 روسية، وأخرى من طراز ميغ-29، كما تم إسقاط طائرات مسيّرة وهليكوبتر من طراز رباعي المراوح.
وأكدت باكستان أن ضرباتها الانتقامية استهدفت فقط مواقع عسكرية هندية، منها مقرات ألوية ونقاط تفتيش على خط السيطرة، دون التعرض للمدنيين، في حين اتهمت الهند باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، بما في ذلك استهداف مساجد وأحياء سكنية.
وذكر اللواء أحمد شريف شودري، المتحدث العسكري الباكستاني، أن غارات الهند أسفرت عن دمار في مساجد ومنازل سكنية، خاصة في مظفر آباد وبهاوالبور وكوتلي. وأفاد عن مقتل ثمانية مدنيين في أحمدبور شرق وحدها، بينهم طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات.
في رد وصفته قناة “PTV News” الحكومية بـ”المباشر والحاسم”، ظهرت راية بيضاء مرفوعة فوق مواقع هندية على خط السيطرة، في مؤشر على “الرضوخ الهندي”، وفق تعبير الوزير تارار، الذي أشار إلى أن الهند “أجبرت على الاعتراف بالهزيمة”.
ردود دولية:
في أول رد فعل دولي، ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصرفات الهند واصفًا إياها بأنها “عار دبلوماسي وعسكري”. فيما دعت الصين والأمم المتحدة إلى “ضبط النفس والعودة للحوار”.
وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي صباح اليوم لتقييم الموقف العسكري والدبلوماسي واتخاذ قرارات حاسمة.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من نيودلهي بشأن إسقاط الطائرات، وسط صمت إعلامي رسمي وتكهنات حول حجم الخسائر، التي قد تشكّل النكسة الأكبر لسلاح الجو الهندي منذ عقود.
خلفية التصعيد:
تأتي هذه التطورات بعد هجوم مسلح وقع في 22 أبريل/نيسان في منطقة باهالغام في كشمير المحتلة، أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم من السياح. وألمحت الهند إلى وجود “صلات عبر الحدود”، بينما رفضت باكستان بشدة هذه الاتهامات ودعت إلى تحقيق دولي محايد.
وفي أعقاب الهجمات، تم إغلاق المدارس والجامعات في البنجاب الباكستانية وتأجيل الامتحانات، وسط مخاوف من تصعيد أوسع يهدد الأمن الإقليمي.
وتبقى الأنظار موجهة إلى ردود الفعل الهندية المحتملة، في ظل تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة لا يمكن التنبؤ بعواقبها.










