هل تخيلت يوماً أن الذهب، الذي لطالما اعتُبر حصن الأمان في الأزمات، يواصل الهبوط رغم تصاعد التحذيرات من موجات التضخم العالمية؟ في يوم واحد فقط، فقدت أونصة الذهب 0.8% من قيمتها لتستقر عند 3364.9 دولار، بينما تتأرجح أسعار الجرام في مصر بين 4098 و5542 جنيهاً، وسط ذهول المستثمرين وتخوف المدخرين من القادم. كيف انقلبت الموازين فجأة؟ ولماذا خالف الذهب كل التوقعات رغم تصاعد التوترات الدولية وتحذيرات الفيدرالي الأميركي من انفجار التضخم؟ الأرقام تتحدث والأسواق تشتعل
في مفاجأة هزت الأسواق، واصل الذهب تراجعه عالمياً ومحلياً، رغم تحذيرات الفيدرالي الأميركي من تصاعد مخاطر التضخم، مما وضع المستثمرين في حالة ترقب وقلق بشأن مستقبل المعدن الأصفر الذي طالما اعتُبر ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات
تطورات الذهب عالمياً: هبوط رغم المخاوف
سجلت العقود الآجلة للذهب اليوم الخميس 8 مايو 2025 انخفاضاً بنحو 0.8% لتصل إلى 3364.9 دولار للأونصة، وذلك بعد تراجع سابق تجاوز 1%، في أعقاب قرار الفيدرالي الأميركي تثبيت أسعار الفائدة. ورغم تحذير رئيس الفيدرالي جيروم باول من أن استمرار ارتفاع الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى تضخم متزايد وبطالة مرتفعة، إلا أن الأسواق لم تتفاعل إيجابياً مع هذه التصريحات، واستمر الذهب في النزول
تشير التحليلات إلى أن عدم اتخاذ الفيدرالي خطوات استباقية لخفض الفائدة، بالإضافة إلى التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ساهم في زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، مما انعكس سلباً على أسعار الذهب
الذهب في مصر: ثبات نسبي وسط تذبذب عالمي
على الصعيد المحلي، شهدت أسعار الذهب في مصر ثباتاً نسبياً خلال تعاملات اليوم، مع استمرار حالة الترقب لما ستسفر عنه تحركات السوق العالمية وتصريحات الفيدرالي الأميركي. وسجلت أسعار الذهب في مصر المستويات التالية
عيار 24 بين 5463 و5542 جنيهاً للجرام
عيار 21 بين 4780 و4850 جنيهاً للجرام
عيار 18 بين 4098 و4157 جنيهاً للجرام
الجنيه الذهب بين 38240 و38800 جنيهاً
ورغم هذا الاستقرار النسبي، أكد إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات أن تراجع الأسعار محلياً هو انعكاس مباشر لتحركات السوق العالمية، مشيراً إلى أن حالة الهدوء النسبي في الأسواق قلصت من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، ما ساهم في هذا التراجع المؤقت
العوامل المؤثرة: الفيدرالي والتوترات الجيوسياسية
تظل السياسة النقدية الأميركية العامل الأكثر تأثيراً في تحركات الذهب، حيث أن أي تلميحات بتشديد السياسة النقدية أو رفع الفائدة تضغط على المعدن النفيس، بينما قد يؤدي خفض الفائدة إلى قفزات سعرية كبيرة قد تتجاوز 3500 دولار للأونصة على المدى المتوسط. كما أن تصاعد التوترات الجيوسياسية مثل النزاعات بين الهند وباكستان أو الولايات المتحدة والصين ترفع من جاذبية الذهب كملاذ آمن، لكن الأسواق لم تشهد حتى الآن تأثيراً كبيراً لهذه التوترات على معنويات المستثمرين في آسيا
هل يستعيد الذهب بريقه قريباً؟
رغم التراجع الحالي، يتوقع خبراء أن الذهب سيظل خياراً رئيسياً للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والتقلبات السياسية، خاصة إذا اتجه الفيدرالي الأميركي إلى خفض الفائدة في النصف الثاني من 2025 أو استمرت البنوك المركزية في زيادة مشترياتها من الذهب كاستراتيجية للتحوط
الذهب يعيش لحظة فارقة بين ضغوط الأسواق العالمية وسياسات الفيدرالي الأميركي وبين ترقب المستثمرين المصريين لتأثير هذه المتغيرات على مدخراتهم. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يبقى السؤال هل نشهد قريباً انتعاشاً جديداً للذهب أم يستمر في مسار التراجع
الذهب في مصر والعالم كل الأعين على الأسعار وكل الاحتمالات مفتوحة











