وجه السجينان السياسيان الإيرانيان رضا محمد حسيني وزرتشت أحمدي راغب، المحتجزان في سجن قزل حصار، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوه فيها إلى الوقوف إلى جانب “إرادة الشعب الإيراني” وعدم التواطؤ مع ما وصفاه بـ”نظام الجمهورية الإسلامية القمعي”.
الرسالة، التي نشرت يوم السبت 10 مايو/أيار، حملت نبرة حادة وتحذيرات سياسية وإنسانية، حيث شدد السجينان على أن النظام الإيراني “لا يمثل الشعب”، وأن أي تفاوض مع هذا النظام دون مراعاة مبادئ حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية يعد تجاهلا لإرادة شعب يسعى لإسقاط حكم الملالي.
وجاء في نص الرسالة: “لا تشارك في جرائم هذه الحكومة وقمعها؛ إن عدم التواطؤ في جريمة، سواء بالصمت أو بالتنازل، هو أيضا مسؤولية أخلاقية. لقد سئم الشعب الإيراني من هذه الحكومة ويريد إسقاطها.”
كما عبر السجينان عن قلقهما من التقارير التي تتحدث عن نية إدارة ترامب السابقة تغيير اسم “الخليج الفارسي”، معتبرين أي تشويه لهذه التسمية “إهانة للهوية التاريخية الإيرانية” واستغلالا من النظام لتلميع صورته داخليا على حساب الحقيقة التاريخية.
وفي ما يشبه المناشدة السياسية والأخلاقية، دعا الكاتبان الولايات المتحدة إلى الضغط على النظام الإيراني من أجل تسليم السلطة للشعب بـ”أقل تكلفة ممكنة”، مؤكدين أن الشرعية لا تأتي من حكومات قمعية بل من “أصوات الشعب الحرة”.
وحذرت الرسالة من الانخداع بـ”مظاهر الاعتدال أو الوعود الكاذبة” التي تطلقها طهران في المفاوضات، مشيرة إلى أن النظام الإيراني أثبت مرارا عدم التزامه بأي اتفاقات أو مواثيق، وأن دعمه للإرهاب وابتزازه النووي ما هو إلا أدوات للبقاء على رأس السلطة.
كما اختتمت الرسالة بتحذير أخلاقي واضح: “التاريخ سيحكم على السياسيين ليس فقط على أساس مصالحهم الآنية، بل على أساس مواقفهم من الطغاة ومدى وقوفهم إلى جانب حرية الشعوب”.
تأتي هذه الرسالة في وقت تشهد فيه إيران اضطرابات متصاعدة، وسط تقارير عن تصعيد أمني متواصل، وازدياد في حالات الاعتقال السياسي والإعدامات، فيما تستعد طهران لاحتمال العودة إلى مفاوضات نووية مع قوى غربية.










