وجه ولي عهد إيران المنفي، رضا بهلوي، أبرز المعارضين لنظام المرشد علي خامنئي، انتقادات شديدة إلى إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، واصفا قرار إلغاء العقوبات المفروضة على النظام الإيراني بـ”الخيانة” التي أضعفت موقف الشعب الإيراني في مواجهة ما سماه “نظاما حربيا متطرفا صادر الاستقرار والإرهاب في الشرق الأوسط وخارجه”.
رضا بهلوي، نجل الشاه الإيراني الراحل محمد رضا بهلوي، والذي أطيح به في الثورة الإسلامية عام 1979، دعا الولايات المتحدة إلى تكثيف ضغوطها على النظام في طهران، معتبرا أن سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجها دونالد ترامب خلال ولايته الأولى كانت الأكثر فاعلية في كبح تمويل طهران للتطرف.
وأكد رضا بهلوي أن “الشعب الإيراني صديق للغرب… ونحن البديل الحقيقي لهذا النظام”.
إيران تحت حكم “الأخطبوط”
بهلوي، الذي شبه النظام الإيراني بـ”الأخطبوط الذي يمد أذرعه الإرهابية في المنطقة”، أشار إلى أن النظام لم يتوقف عن دعم الجماعات المسلحة مثل حزب الله، الحوثيين، وحماس، مستخدما عائدات النفط التي سمحت بها سياسات بايدن.
وأضاف بهلوي الثاني “”هذا النظام لا يمكن إصلاحه… والاعتماد على تغييره من الداخل دون دعم خارجي هو وهم”.
ورفض بهلوي في مقابلة حصرية مع صحيفة واشنطن بوست، فكرة تدخل عسكري أمريكي مباشر في إيران، داعيا بدلا من ذلك إلى تمكين الشعب الإيراني وخلق الظروف الدولية التي تسهل إسقاط النظام، على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفييتي ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
دعم شعبي داخل إيران
أشار بهلوي إلى تزايد الأصوات داخل إيران التي تطالب بعودة النظام الملكي، مستشهدا بهتافات المتظاهرين مثل: “عدونا هنا، وليس أمريكا”، مؤكدا أن الشعب الإيراني يدرك كذب الرواية الرسمية التي تتهم الغرب بالعداء.
“جيل الشباب في إيران يتبنى قيم الديمقراطية والحرية… ولا يريد أن يكون شهيدا في حروب لا تخصه”، قال ولي العهد.
كما ذكر بمواقف الإيرانيين بعد هجمات 11 سبتمبر، عندما خرج آلاف المواطنين في وقفات تضامن، في تناقض تام مع موقف النظام الذي واصل حملاته العدائية ضد الولايات المتحدة.
دعوة للعمل
في ختام المقابلة، طالب بهلوي القادة الغربيين، وعلى رأسهم ترامب إذا عاد إلى السلطة، بمواصلة الضغوط والعقوبات على النظام، و”منح الإيرانيين فرصة حقيقية للتغيير بأنفسهم، دون أن يفرض عليهم النموذج الأفغاني أو العراقي”.
وشدد بهلوي الثاني “نحن نحتاج إلى دعم سياسي ومعنوي، لا إلى احتلال”.
وقد تحول رضا بهلوي إلى رمز لحركة المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج، ويمثل بنظر كثير من الإيرانيين خيارا بديلا عن النظام الحالي الذي يعيش أزمة شرعية متصاعدة.










