شهد مقر الكونغرس الأمريكي، اليوم الاثنين، انطلاق أعمال “المؤتمر العلوي الأول” تحت عنوان “السوريون الأمريكيون من أجل الديمقراطية في سوريا”، وسط حضور ممثلين عن مختلف المكونات السورية، حيث دعا المشاركون إلى تبني النظام الفيدرالي كحل مستدام للأزمة السورية المستمرة منذ سنوات.
تفاصيل المؤتمر وأهدافه
تنظم الرابطة العلوية في الولايات المتحدة هذا المؤتمر بالشراكة مع مؤسسة بالميرا والتجمع السوري المدني الذي يترأسه السياسي المسيحي المعروف عزيز وهبة.
ويشكل انعقاد هذا المؤتمر في مبنى الكونغرس الأمريكي خطوة رمزية مهمة، حيث يتوقع أن يكون هناك حضور ومتابعة من شخصيات رسمية وبرلمانية، مما يضفي بعداً رمزياً وداعماً لهذه المبادرة.
يشارك في المؤتمر طيف واسع من المكونات السورية المختلفة، بما في ذلك شخصيات كردية ودرزية ومسيحية، إضافة إلى شخصيات سنية توصف بـ”المعتدلة”، في محاولة لتقديم رؤية شاملة لمستقبل سوريا. ويهدف المؤتمر بشكل رئيسي إلى مناقشة مستقبل سوريا السياسي وسبل الوصول إلى نظام ديمقراطي يضمن حقوق جميع المكونات السورية.
دعوة صريحة للفيدرالية
في كلمته الافتتاحية، شدد مرهف إبراهيم، رئيس الرابطة العلوية في الولايات المتحدة، على أن الحل المستدام للأزمة السورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال اعتماد النظام الفيدرالي كنموذج حكم لامركزي يضمن التوزيع العادل للسلطة والموارد.
وأضاف إبراهيم أن المؤتمر يسعى إلى “كسر الصورة النمطية التي تربط الطائفة العلوية بالنظام القائم”، مؤكداً أن “الكثير من العلويين يدعمون التغيير الديمقراطي”.
تأتي هذه الدعوة في سياق متوتر، حيث تثير فكرة الفيدرالية تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية السورية، وسط مخاوف من أنها قد تمهد لمزيد من التقسيم في بلد أنهكته سنوات الحرب والصراع.
وتعتبر هذه الدعوة العلنية للفيدرالية من داخل الكونغرس الأمريكي تطوراً لافتاً في المشهد السياسي السوري.
أهمية انعقاد المؤتمر في الكونغرس الأمريكي
يكتسب انعقاد المؤتمر في مقر الكونغرس الأمريكي أهمية خاصة، نظراً للدور المحوري الذي يلعبه الكونغرس في السياسة الخارجية الأمريكية. فالكونغرس، بوصفه المؤسسة التشريعية الأولى في الولايات المتحدة، يمتلك صلاحيات واسعة في رسم السياسات الخارجية للبلاد.
تصاعد الدعوات لحماية الأقليات في سوريا بعد مذبحة العلويين في الساحل السوري “فيديو”
مذبحة الساحل السوري: أكثر من ألف قتيل من المدنيين العلويين
تقرير يرصد مجازر ارتكبتها قوات الشرع في الساحل السوري
ويمثل مجلس الشيوخ الأمريكي تحديداً دوراً مهماً في الموافقة على أو رفض المعاهدات الدولية التي يفاوض بشأنها الرئيس الأمريكي. ولهذا، فإن احتضان مؤتمر للسوريين الأمريكيين يدعو للفيدرالية في سوريا قد يحمل رسائل سياسية مهمة حول توجهات واشنطن المستقبلية تجاه الملف السورى
مستقبل سوريا بين الفيدرالية والحلول الأخرى
تطرح دعوة العلويين الأمريكيين للفيدرالية كحل للأزمة السورية العديد من التساؤلات حول جدوى هذا النموذج ومدى ملاءمته للواقع السوري. فبينما يرى المؤيدون أن النظام الفيدرالي قد يكون الحل الأمثل لضمان حقوق مختلف المكونات والأقليات، يخشى المعارضون من أن يكون ذلك مقدمة لتقسيم البلاد.
ويتوقع أن يصدر عن المؤتمر بيان ختامي يتضمن رؤية شاملة حول مستقبل سوريا، إضافة إلى توصيات بشأن دعم العملية السياسية والضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري. وستكون هذه التوصيات محل اهتمام ومتابعة من قبل المراقبين والمهتمين بالشأن السوري.
الخلفية السياسية للمؤتمر
يأتي انعقاد المؤتمر في وقت تشهد فيه الأزمة السورية تعقيدات متزايدة، مع استمرار الصراع وتعدد القوى المتدخلة فيه. وتمثل الدعوة إلى الفيدرالية محاولة لإيجاد مخرج سياسي للأزمة، في ظل فشل الحلول السابقة في تحقيق استقرار مستدام.
وتزامناً مع انعقاد المؤتمر، لا تزال الولايات المتحدة تتعامل مع تداعيات الأزمة السورية، بما في ذلك ملف المواطنين الأمريكيين العائدين من سوريا. فقد أعادت واشنطن مؤخراً أحد عشر مواطناً أمريكياً وشخصاً غير مواطن من شمال شرق سوريا، في أكبر عملية إعادة إلى الوطن لأفراد مرتبطين بتنظيم “الدولة الإسلامية” حتى الآن.










