شهدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 تذبذبًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، حيث سجل خام برنت نحو 65.5 دولارًا للبرميل في منتصف اليوم، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي حوالي 62.79 دولارًا للبرميل. جاءت هذه التحركات بعد ارتفاع ملحوظ في الجلسة السابقة، مدفوعًا باتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين لتقليص الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة ثلاثة أشهر، ما عزز التفاؤل في الأسواق ودفع أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ نهاية أبريل.
ورغم هذا الارتفاع، تراجعت الأسعار بشكل طفيف مع بداية جلسة الثلاثاء، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 64.81 دولار للبرميل، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 61.83 دولار للبرميل.
خلفيات المشهد: ما الذي يحرك أسعار النفط اليوم؟
تعكس تحركات أسعار النفط الحالية حالة من عدم اليقين في الأسواق، مدفوعة بعدة عوامل رئيسية:
- التطورات التجارية بين أمريكا والصين: الاتفاق المؤقت بين أكبر اقتصادين عالميين خفف من حدة المخاوف بشأن الطلب على النفط، لكن استمرار الخلافات يبقي الأسواق في حالة ترقب.
- زيادة الإمدادات من أوبك بلس: منظمة أوبك وحلفاؤها رفعوا إنتاجهم بأكثر من المتوقع منذ أبريل، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع زيادة الإنتاج في مايو، ما يضغط على الأسعار ويحد من مكاسبها.
- توقعات الطلب العالمي: رغم بعض المؤشرات الإيجابية من أسواق الوقود المكرر، إلا أن التوقعات تشير إلى تباطؤ في نمو الطلب العالمي، خاصة مع استمرار المخاوف من ركود اقتصادي محتمل في ظل الحرب التجارية.
- مخزونات النفط: ارتفاع المخزونات العالمية، خاصة في الولايات المتحدة، يساهم في كبح جماح الأسعار رغم الطلب القوي على بعض المنتجات البترولية.
توقعات أسعار النفط: إلى أين تتجه السوق؟
تشير التوقعات الحديثة إلى تراجع في متوسط أسعار النفط خلال عام 2025 مقارنة بعام 2024، وذلك نتيجة زيادة المعروض وتباطؤ الطلب العالمي. أغلب التقديرات تضع سعر برنت في نطاق يتراوح بين 60 و83 دولارًا للبرميل خلال 2025، مع متوسط حول 67 إلى 74 دولارًا بحسب أغلب المؤسسات الدولية.
هناك عدة عوامل قد تدفع الأسعار للارتفاع، مثل استمرار العجز في السوق، التوترات الجيوسياسية، والتزام أوبك بلس بتخفيضات الإنتاج. في المقابل، هناك عوامل قد تضغط على الأسعار، مثل زيادة الإنتاج الأمريكي وارتفاع المخزونات العالمية وتباطؤ نمو الطلب في الصين وأمريكا.
في حال حدوث انتعاش اقتصادي عالمي أو تصاعد التوترات الجيوسياسية، قد ترتفع الأسعار فوق 80 دولارًا. أما إذا تراجعت وتيرة الطلب وزاد المعروض، فقد تهبط الأسعار إلى حدود 60 دولارًا للبرميل.
خلاصة: النفط في 2025 بين مطرقة العرض وسندان الطلب
تعيش أسواق النفط حالة من الترقب والحذر، حيث تتأرجح الأسعار بين ضغوط زيادة الإنتاج وتباطؤ الطلب من جهة، ودعم الاتفاقات التجارية والتوترات الجيوسياسية من جهة أخرى. في ظل هذه المعطيات، يتوقع أن تظل أسعار النفط في نطاق متوسط إلى منخفض مقارنة بالسنوات السابقة، مع احتمالية حدوث تقلبات حادة في حال تغيرت الظروف الاقتصادية أو السياسية بشكل مفاجئ.
رغم تدهور توقعات الطلب على النفط الخام، لا يمكن إغفال الإشارات الإيجابية من أسواق الوقود. ورغم انخفاض أسعار النفط الخام العالمية بنسبة 22% منذ بلغت ذروتها في يناير، ظلت أسعار المنتجات المكررة وهوامش التكرير مستقرة. بهذا المشهد، يبقى النفط سلعة استراتيجية رهينة لمعادلة دقيقة تجمع بين السياسة والاقتصاد، حيث قد يتغير كل شيء بين ليلة وضحاها.











