كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، صباح اليوم الثلاثاء، أن إيران طرحت مبادرة جديدة لتشكيل كونسورتيوم إقليمي يضم كلا من إيران والسعودية والإمارات لتخصيب اليورانيوم، في محاولة لإضفاء طابع إقليمي على برنامجها النووي وتقليل المخاوف الدولية، لا سيما من الولايات المتحدة.
تفاصيل المبادرة:
بحسب الصحيفة، ترى إيران في هذا الكونسورتيوم تنازلا استراتيجيا، حيث سيسمح للدول المجاورة بالمشاركة التقنية والرقابية، وبالتالي طمأنة المجتمع الدولي بشأن الطابع السلمي لبرنامجها النووي، وتشير المبادرة إلى رغبة طهران في إشراك الخليج في مسؤولية البرنامج وجعله شفافا قدر الإمكان.
خلفية التحرك:
جاء الاقتراح بعد محادثات عقدها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع الجانب الأمريكي في سلطنة عمان، ضمن الجولة الرابعة من الحوار المباشر بين الجانبين. وعلى الرغم من عدم التأكد من طرح هذا الاقتراح رسميا خلال اللقاء، فإن تقارير متعددة تؤكد تداوله داخل طهران بشكل جدي.
عقب المحادثات، توجه عراقجي إلى دبي حيث التقى وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، رغم أن الإمارات لا تخصب اليورانيوم حاليا في برنامجها النووي المدني.
بنود الاقتراح:
تشكيل كونسورتيوم نووي مقره في منشآت إيرانية.
تخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67%، وفقا لما نص عليه الاتفاق النووي عام 2015.
مشاركة السعودية والإمارات كمساهمين ومراقبين تقنيين.
فتح المجال لمهندسين خليجيين للعمل داخل المنشآت الإيرانية لتعزيز الشفافية.
التقليل من اعتماد المجتمع الدولي على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحدها.
مستويات التخصيب الحالية:
إيران تقوم حاليا بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من مستوى 90% اللازم لصناعة الأسلحة النووية، مما يعد مصدر قلق رئيسيا للغرب، وخصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل.
الموقف الأمريكي والخليجي:
في الوقت الذي تطالب فيه واشنطن بوقف التخصيب وتفكيك المنشآت النووية الإيرانية، لم يصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا نهائيا بشأن المقترح، لكنه وصف المحادثات بأنها “جادة”.
من جانبه، أشار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى وجود “أفكار مبتكرة تعكس رغبة في التوصل إلى اتفاق مشرف”، مما يعد إشارة ضمنية إلى دعم المبادرة.
تأتي هذه المبادرة في وقت تملك فيه الإمارات محطة براكة للطاقة النووية، وهي أول محطة عربية تعمل بكامل طاقتها، ما يتيح لها دورا محوريا في الشراكة المقترحة. أما السعودية، فهي تطمح لتطوير قدرات نووية سلمية وتبدي اهتماما متزايدا بالتحول إلى الطاقة النظيفة.










