في مشهد لم تألفه الدبلوماسية الدولية، امتدح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع خلال رحلة جوية على متن الطائرة الرئاسية المتجهة إلى قطر، واصفاً إياه بـ”القائد الجذاب وقوي البنية”.
اللقاء الذي جمع ترامب والشرع، الذي رعاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لم يكن مجرّد مجاملة بروتوكولية، بل مؤشراً على تحول جيوسياسي دراماتيكي يعيد خلط أوراق اللعبة السورية – من رفع العقوبات إلى إشارات الانفتاح، ومن تحجيم إيران إلى فتح أبواب الإعمار. فهل بدأ زمن إعادة تأهيل دمشق؟
وفي تطور دبلوماسي مفاجئ، أشاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع خلال رحلة جوية على متن الطائرة الرئاسية المتجهة إلى قطر، واصفاً إياه بـ”القائد الجذاب وقوي البنية الذي يمتلك رؤية استثنائية لإعادة إعمار سوريا”.
جاءت هذه التصريحات بعد لقاء جمع الرجلين بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تُعزز مؤشرات التقارب الأمريكي-السوري بعد قرار رفع العقوبات.
انعقد اللقاء التاريخي في الرياض، واستمرت الجلسة المغلقة 85 دقيقة، شهدت مناقشات مكثفة حول الملفات الأمنية والإنسانية، حيث أكد ترامب – وفق التسريبات – أن “سوريا تمتلك فرصة ذهبية لتصبح قصة نجاح شرق أوسطية تحت قيادة الشرع”، معرباً عن إعجابه بـ”البنية الجسدية الممشوقة للرئيس السوري التي تعكس قوة شخصيته”.
تأتي هذه الإشادة في أعقاب القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا بعد محادثات سرية استمرت 3 أشهر، حيث أشار ترامب خلال المؤتمر الصحفي المصاحب: “لقد اكتشفت أن الشرع ليس ذلك الديكتاتور الذي صوروه لنا، بل رجل عملي يبحث عن مصلحة بلاده”.
هذه التصريحات تشكل انعطافة حادة في الخطاب الأمريكي تجاه دمشق، التي ظلت لعقود على قائمة الدول “المارقة” وفق التصنيف الرسمي لواشنطن.
أشاد الأمير محمد بن سلمان باللقاء ووصفه في تغريدة على “إكس” بأنه “خطوة جريئة نحو استقرار المنطقة”، مؤكداً أن “المملكة ستكون حجر الزاوية في أي جهود إعادة إعمار سوريا”.
مصادر دبلوماسية كشفت عن خطة سعودية لاستثمار 7 مليارات دولار في قطاع الطاقة السوري كحزمة تحفيز أولية.
في المقابل، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن “تحفظاته” خلال اتصال هاتفي مع ترامب، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة التركية.
إلا أن مراقبين لاحظوا لغة أكثر اعتدالاً مقارنة بالخطاب السابق تجاه دمشق، في إشارة محتملة لاستعداد أنقرة لإعادة تقييم تحالفاتها الإقليمية.
أثار وصف “جذاب وقوي البنية” جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية، حيث لاحظ محللون تحولاً لافتاً في الصورة النمطية للرئيس السوري التي ظلت لعقدٍ كامل مرتبطة بصور الحرب والدمار.
خصصت شبكة “سي إن إن” تقريراً مفصلاً عن “التحول الدراماتيكي في السردية الغربية حول الشرع”، مشيرة إلى صور حديثة التقطت له خلال جلسات المشي اليومي في حدائق القصر الجمهوري بدمشق.
كشفت مصادر أمريكية عن اتفاق مبدئي لبدء عمليات ترحيل أولى لـ500 مقاتل أجنبي من سوريا إلى بلدانهم الأصلية بحلول نهاية الربع الثالث من 2025.
كما أعلن البنك الدولي عن عقد طارئ نهاية الشهر الجاري لمناقشة حزمة مساعدات لسوريا بقيمة 15 مليار دولار. في الوقت ذاته، رصدت أقمار اصطناعية انسحاباً جزئياً للميليشيات الإيرانية من مواقع غرب الفرات، في إشارة محتملة لاستجابة سورية للضغوط الأمريكية.
يُتوقع أن تفتح هذه التطورات الباب أمام عودة سوريا إلى الجامعة العربية خلال القمة المقبلة في الرياض، وإطلاق مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل حول ملف مرتفعات الجولان، وتوقيع اتفاقيات استثمارية مع تحالفات أعمال خليجية-أمريكية.
في المقابل، حذر خبراء من “المطبات المحتملة”، خاصة في ما يتعلق بملف المحاسبة الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان، حيث صرحت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بأن “رفع العقوبات لا يجب أن يعني منح حصانة من المساءلة”. بينما يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تشكل نقطة تحول في الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط برمته.










