أثارت صورة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يصافح الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض موجة من الجدل، خاصة في أوساط الأميركيين الذين فقدوا أبناءهم خلال الغزو الأميركي للعراق.
الشرع، الذي يُعرف بخلفيته الجهادية السنية، كان في طليعة الفصائل المسلحة التي قاتلت جيش الاحتلال الأميركي في العراق، وهو ما يثير تساؤلات حول معايير السياسة الخارجية الأميركية التي تتغاضى عن ماضي الخصوم عندما تقتضي المصلحة.
الصورة التي جُمعت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع – المعروف سابقًا كقائد بارز لفصيل جهادي قاتل القوات الأميركية في العراق بعد 2003 – أعادت إلى الواجهة نقاشًا حساسًا في المجتمع الأميركي حول ثمن المصالح الجيوسياسية على حساب دماء الجنود.
الشرع، الذي قاد فصيلاً جهادياً سنياً، لم يكن في أي وقت جزءاً من مليشيات مدعومة من إيران، نظراً للانقسام الطائفي بين الجماعات الشيعية المرتبطة بإيران، والفصائل السنية الجهادية التي كان الشرع أحد أبرز قادتها في العراق وسوريا.
رغم ذلك، فإن فصيله مسؤول عن عدد من العمليات التي استهدفت قوات الاحتلال الأميركي إبان الغزو وما تلاه، وفقاً لتقارير استخباراتية أميركية منشورة في السنوات الماضية.
لقاء ترامب بالشرع جاء ضمن اتفاق إقليمي أوسع تقوده السعودية، ويركز على مكافحة الإرهاب، والحد من النفوذ الإيراني، وفتح ملف إعادة إعمار سوريا. لكن الخطوة تُعدّ صادمة للبعض في الداخل الأميركي، بالنظر إلى تاريخ الشرع ومواقفه السابقة.
ردود فعل مرتقبة:
الدوائر العسكرية وعائلات الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق قد لا تنظر بعين الرضا لهذا النوع من المصالحات، إذ يرون فيها تخليًا عن مبدأ المحاسبة، واستهانة بدماء من قضوا في ساحات القتال.
بينما يعتبر مؤيدو ترامب أن البراغماتية السياسية تتطلب تجاوز الأحقاد السابقة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الكبرى.
بين الشعارات السياسية والمصالح الواقعية، تبقى صورة ترامب وهو يصافح من يُتهم بقتل جنود أميركيين في العراق مثالاً صارخاً على التحولات الجذرية في السياسة الأميركية. فهل يُمكن فعلاً طي صفحة الدماء بسهولة، أم أن هذه الصورة ستكون عاراً يصعب تبريره أمام شعب لم ينسَ ثمن حروبه الخارجية؟










