يشهد الدولار الأمريكي في عام 2025 تحركات لافتة على المستويين العالمي والمحلي، حيث يواصل تسجيل مستويات قوية أمام العملات الرئيسية، بينما يتخطى في مصر حاجز 50 جنيهاً لأول مرة في تاريخه، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد المصري وسياسات البنوك المركزية حول العالم.
على الصعيد العالمي، حافظ الدولار على مكاسبه أمام معظم العملات الكبرى مدعوماً بسياسات الفيدرالي الأمريكي الذي أبقى أسعار الفائدة مرتفعة، مما عزز جاذبية العملة الخضراء كملاذ آمن. توقعات المؤسسات المالية الكبرى مثل بنك أوف أميركا وجي بي مورغان تشير إلى استمرار قوة الدولار على المدى القريب، مع احتمال بلوغه نقطة التعادل مع اليورو وارتفاعه أمام الين الياباني واليوان الصيني بنهاية العام.
في الأسواق الآسيوية، تسبب ارتفاع الدولار في ضغوط كبيرة على عملات مثل الين الياباني والوون الكوري واليوان الصيني، حيث سجلت هذه العملات تراجعات ملحوظة أمام العملة الأمريكية، مما وضع البنوك المركزية في المنطقة أمام تحديات كبيرة في إدارة استقرار أسواق الصرف.
أما في مصر، فقد شهد سعر الدولار قفزة تاريخية متجاوزاً 50 جنيهاً، ليسجل اليوم السبت 17 مايو 2025 في البنك المركزي المصري 50.58 جنيه للشراء و50.73 جنيه للبيع، مع تقارب الأسعار في البنوك الكبرى مثل الأهلي ومصر والتجاري الدولي. هذا الصعود جاء بعد فترة من الاستقرار النسبي، مدفوعاً بارتفاع الطلب على الدولار لتغطية التزامات مصر الدولية، وتراجع بعض الموارد الدولارية مثل عائدات قناة السويس بسبب التوترات الإقليمية.
بحسب خبراء الاقتصاد، فإن قرارات البنك المركزي المصري بتبني سياسة سعر صرف مرنة ورفع أسعار الفائدة ساهمت في الحد من المضاربات وتحسين إتاحة النقد الأجنبي، لكن التوقعات تشير إلى استمرار التحركات في نطاق 50-55 جنيهاً للدولار خلال عام 2025، مع إمكانية تجاوز 52 جنيهاً في بعض الفترات بحسب التزامات مصر الدولية. يرى بعض المحللين أن السيناريو الأكثر تفاؤلاً هو استقرار الدولار حول 51 جنيهاً بنهاية العام إذا نجحت الحكومة في تعزيز الحصيلة الدولارية وتنفيذ إجراءات تقشف حكومي فعالة.
عالمياً، يتوقع محللو مورجان ستانلي أن يتراجع مؤشر الدولار إلى 101 نقطة بنهاية 2025، مع تحسن أداء بعض العملات المنافسة إذا خففت البنوك المركزية سياساتها النقدية المتشددة. لكن حتى الآن، تبقى التوقعات في صالح الدولار مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
باختصار، الدولار في 2025 يعيش مرحلة قوة غير مسبوقة عالمياً، بينما في مصر يفرض نفسه كعامل ضغط رئيسي على الاقتصاد ويضع الحكومة أمام تحديات كبيرة في إدارة سوق الصرف وتحقيق الاستقرار المالي.










