في يوم يشهد فيه سوق الذهب العالمي حالة من التراجع الحاد، تتأرجح أسعار الذهب في مصر بين صعود محلي وتذبذب يعكس توترات الأسواق الدولية، وسط ترقب المستثمرين والمستهلكين لأي تحركات جديدة قد تعيد رسم خريطة الأسعار خلال الأسابيع المقبلة.
أسعار الذهب اليوم في مصر: ارتفاع محلي رغم التراجع العالمي
سجل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر مبيعًا في مصر اليوم السبت 17 مايو 2025 نحو 4515 جنيهًا دون مصنعية، بحسب بيانات شعبة الذهب باتحاد الصناعات المصرية. وتراوح سعر الجرام في بعض محلات الصاغة بين 4520 و4545 جنيهًا، مع متوسط مصنعية بين 50 و80 جنيهًا للجرام. أما باقي الأعيرة فجاءت كالتالي:
- عيار 24: من 5160 إلى 5194 جنيهًا
- عيار 18: من 3870 إلى 3895 جنيهًا
- الجنيه الذهب: من 36120 إلى 36360 جنيهًا
هذا التذبذب في الأسعار المحلية يأتي في ظل انخفاض ملحوظ في سعر أونصة الذهب عالميًا بنسبة 1.3 في المئة لتسجل أدنى مستوى عند 3196 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتحت الجلسة عند 3241 دولارًا للأونصة، وتتداول حاليًا عند 3199 دولارًا. ويعد هذا أكبر انخفاض أسبوعي للذهب عالميًا منذ ستة أشهر، بنسبة تراجع بلغت 3.8 في المئة.
أسعار الذهب عالميًا: هبوط حاد وضغوط اقتصادية
على الصعيد العالمي، تراجع سعر أونصة الذهب إلى 3203 دولارات مع انخفاض مؤشر بورصة الذهب بنسبة 1.13 في المئة، أي ما يعادل 36.66 دولارًا. وسجل جرام الذهب عيار 21 عالميًا حوالي 90.12 دولارًا، وعيار 24 نحو 102.99 دولارًا. ويعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها قوة الدولار الأمريكي وتراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، وصدور بيانات اقتصادية قوية من الاقتصادات الكبرى قللت من المخاوف التضخمية، إضافة إلى ترقب الأسواق لقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة.
العوامل المؤثرة في أسعار الذهب: خلفيات اقتصادية وجيوسياسية
تتأثر أسعار الذهب بعدة عوامل رئيسية، من أهمها:
- العرض والطلب: زيادة الطلب ترفع الأسعار، بينما زيادة العرض تؤدي لانخفاضها.
- التضخم: ارتفاع التضخم يدفع المستثمرين للذهب كوسيلة تحوط ضد تآكل القوة الشرائية.
- أسعار الفائدة: ارتفاع الفائدة يقلل جاذبية الذهب، بينما انخفاضها يعزز الطلب عليه.
- الأزمات الجيوسياسية: التوترات الدولية تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب.
- سياسات البنوك المركزية: قرارات الاحتياطي الفيدرالي والبنوك الكبرى تؤثر مباشرة على حركة الذهب.
الذهب في الاقتصاد: ملاذ آمن ومؤشر للثقة
لطالما اعتُبر الذهب مخزنًا للقيمة ووسيلة لحماية الثروات في أوقات الأزمات الاقتصادية والتضخم. فعندما تتراجع الثقة في العملات الورقية أو الأسواق المالية، يتجه المستثمرون إلى الذهب، ما يرفع أسعاره. وخلال الأزمات الكبرى مثل أزمة 2008 وجائحة كوفيد-19، شهد الذهب ارتفاعات قياسية، إذ تجاوزت الأونصة حاجز 2000 دولار في 2020.
تاريخ الذهب: دورات من الصعود والهبوط
شهدت أسعار الذهب منذ السبعينيات دورات متكررة من الصعود والهبوط، ارتبطت بالأحداث الاقتصادية الكبرى. فبعد فك ارتباط الدولار بالذهب في 1971، ارتفعت الأسعار من 35 دولارًا للأونصة إلى أكثر من 800 دولار في 1980 بسبب التضخم وعدم الاستقرار. ثم عادت الأسعار للركود حتى مطلع الألفية الجديدة، لتشهد طفرة جديدة مع الأزمات المالية العالمية.
توقعات مستقبلية: هل يستمر الذهب في التذبذب؟
تشير التوقعات إلى استمرار حالة التذبذب في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار التقلبات الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية. إذا واصلت البنوك المركزية سياسات التيسير النقدي وانخفضت أسعار الفائدة، قد يعود الذهب للارتفاع. أما إذا استقرت الأسواق وارتفعت الفائدة، فقد يستمر الضغط النزولي على المعدن النفيس.
خلاصة: الذهب بين المطرقة والسندان
يلخص المشهد الحالي حالة الذهب بين ضغوط التراجع العالمي وتذبذب السوق المحلي، وسط ترقب حذر من المستثمرين والمستهلكين لأي متغيرات جديدة. فالذهب سيظل دائمًا مرآة تعكس قلق الأسواق وثقة المستثمرين، ومؤشرًا حساسًا لأي هزة اقتصادية أو سياسية في العالم.











