شهد قطاع الشحن الجوي بين الصين والولايات المتحدة انخفاضًا كبيرًا في سعته التشغيلية، بلغ نحو الثلث خلال شهر مايو 2025، وذلك عقب قرار السلطات الأمريكية إلغاء الإعفاءات الضريبية على السلع منخفضة القيمة المُستوردة من الصين. هذا التطور المفاجئ يُنذر بتداعيات خطيرة على حركة التجارة العالمية، ويشكل ضربة قوية لمصدر دخل رئيسي لشركات الطيران الكبرى في آسيا.
وكانت هذه الإعفاءات، التي استمرت لسنوات، تُعد محفزًا رئيسيًا لزيادة حركة التصدير الصينية إلى السوق الأمريكية، لا سيما للسلع الإلكترونية الخفيفة، والإكسسوارات، والمنتجات ذات التكلفة المنخفضة التي كانت تُشحن بكميات ضخمة عبر الطائرات.
شركات الطيران الآسيوية تتكبد الخسائر
وبحسب تقارير اقتصادية متخصصة، فقد تأثرت شركات طيران كبرى مثل “كاثي باسيفيك” (Cathay Pacific) و“إيفا إير” (EVA Air) و“الخطوط الجوية الكورية” (Korean Air) بشكل ملحوظ، حيث انخفضت معدلات الحجز على رحلات الشحن إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى تراجع العائدات بنسبة تصل إلى 25% في بعض الحالات، وفقًا لتقديرات أولية.
ويشير خبراء في قطاع النقل الجوي إلى أن هذا الانخفاض سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الشحن، وربما يدفع الشركات إلى إعادة هيكلة خدماتها اللوجستية أو حتى تقليص عدد الرحلات الجوية إلى أمريكا.
تأثيرات واسعة على التجارة العالمية
يرى محللون أن قرار واشنطن يعكس تصعيدًا جديدًا في التوترات الاقتصادية مع بكين، وهو ما قد ينعكس بشكل مباشر على سلاسل الإمداد العالمية وأسعار السلع الاستهلاكية في الأسواق الأمريكية.
كما أن انخفاض سعة الشحن الجوي سيؤثر على الشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين، والتي كانت تعتمد على الإعفاءات لتصدير منتجاتها بأسعار تنافسية، ما يهدد استقرار العديد من الصناعات الخفيفة.
البدائل المحتملة في ظل التوترات التجارية
وسط هذه التحولات، بدأت شركات الشحن تبحث عن بدائل، منها زيادة الاعتماد على الشحن البحري رغم بطئه، أو فتح خطوط جديدة إلى أسواق بديلة في أوروبا والشرق الأوسط. لكن هذه الحلول قد تستغرق وقتًا وتتطلب استثمارات إضافية.
ويقول “ليو شينغ”، محلل النقل الجوي في مركز دراسات التجارة الآسيوية:
“القطاع يواجه ضغطًا مضاعفًا نتيجة ارتفاع التكاليف وضعف الطلب، وهذا القرار الأمريكي قد يدفع بعض شركات الطيران إلى إعادة هيكلة استراتيجياتها بالكامل.”










