رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تهديدات نظيره الأميركي دونالد ترامب بشن هجوم عسكري أو فرض مزيد من العقوبات على طهران، واصفا إياها بأنها “غير مهمة”، ومهددا بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية لتصدير الطاقة في العالم، في حال تم منع إيران من تصدير نفطها.
وقال بزشكيان خلال مشاركته في منتدى طهران للحوار:
“إذا لم تمر الطاقة من الخليج إلى الخارج، فسيتعطل الجميع”، في إشارة إلى التداعيات العالمية لتقييد صادرات إيران النفطية.
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده “لن تتخلى عن حقها النووي ولن ترضخ للتهديد أو الابتزاز”، مشيرا إلى أن طهران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وأن “القيادة أوقفت هذا التوجه بفتوى صريحة”.
تصريحات نارية ورد على ترامب
وجاءت تصريحات بزشكيان ردا على تهديدات ترامب المتكررة خلال جولته في الشرق الأوسط، والتي أشار فيها إلى أن إيران تواجه “خيارات محدودة”، وأنه “إذا لم تتحرك بسرعة، سيحدث شيء سيء”.
وسأل بزشكيان:
“من هو التهديد الحقيقي؟ هل نحن من يغتال العلماء؟ هل نحن من يقصف المنازل؟”، في إشارة ضمنية إلى سياسات إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة.
كما اتهم بزشكيان الغرب بعدم الاستجابة لرسائل إيران حول التعاون والحوار، قائلا إن بلاده “تمد يدها للسلام ولكن تقابل بالتهديد”.
عراقجي: نطالب باتفاق متوازن
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في المنتدى نفسه إن طهران تسعى إلى اتفاق عادل ومتوازن يحترم حقوقها النووية ويضمن رفع العقوبات بشكل موضوعي وفعلي، مشددا على التزام بلاده بالمسار الدبلوماسي، ولكن “دون تنازل عن السيادة والكرامة”.
مصير غامض للمفاوضات النووية
ورغم إعلان ترامب عن موافقة جزئية من إيران على الشروط الأميركية، إلا أن عراقجي نفى تسلم أي عرض مكتوب رسمي من واشنطن، مؤكدا أن الاقتراح لا يزال قيد الدراسة في طهران.
وتواجه المفاوضات النووية تعقيدات كبيرة، حيث نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصادر مطلعة أن ثلاث دول أوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) طرحت “مواقف حادة وتهديدات خطيرة” خلال اجتماعات إسطنبول الأخيرة، وطالبت بحق تفعيل “آلية الزناد” لإعادة العقوبات في أي لحظة تعتبر فيها أن طهران لا تلتزم بالاتفاق.
أوروبا تلوح بالتصعيد
وذكرت صحيفة “فرهيختيجان” أن الأوروبيين طالبوا بإبقاء حقهم في اتخاذ إجراءات فورية ضد إيران حتى في حال إبرام اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، ما اعتبره المسؤولون الإيرانيون مطلبا “غير فني وغير قانوني”.










