“حين يصبح السفير هدفًا: إسرائيل تتعمد إذلال القانون الدولي”
لحظة إطلاق النار وتداعياتها
عند وصول الوفد إلى المدخل الشرقي للمخيم، حيث نصبت قوات الاحتلال بوابات حديدية ونقاط تفتيش، فتحت النار بشكل كثيف ومباشر، ما أجبر السفراء والصحفيين على الاحتماء خلف المركبات. وثّقت الكاميرات لحظة الفوضى، وظهر السفير المغربي عبد الرحيم مزيان وهو يقطع تصريحه الصحفي قبل أن يركض للنجاة.
ورغم ادعاء الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار “تحذيري” بسبب “انحراف الوفد عن المسار المُتفق عليه”، فإن المقاطع المصوّرة والتصريحات المتطابقة أكدت أن الرصاص وُجّه مباشرة نحو الوفد، من مسافة قريبة، ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية.
“الاحتلال يُطلق النار على سفراء 25 دولة: رسالة دموية بلا توقيع”
مخيم جنين: ساحة حرب مفتوحة منذ يناير
المخيم يشهد عدوانًا متواصلًا منذ بداية عام 2025، خلّف دمارًا هائلًا:
- تدمير 600 منزل بشكل كامل
- تشريد آلاف السكان
- انهيار 85% من البنية التحتية حسب تقديرات بلدية جنين
في هذا السياق الدموي، جاءت زيارة الوفد الدبلوماسي لتكون شاهدًا مباشرًا، لكنها تحولت إلى هدف.
سابقة خطيرة
رغم أن إسرائيل اعتدت سابقًا على دبلوماسيين (كما في حادثة إطلاق النار على موكب سفير الاتحاد الأوروبي في 2023)، إلا أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها من حيث عدد السفراء وتعدد جنسياتهم.
“إسرائيل تحرج العالم برصاص مباشر: هل تبقّى للدبلوماسية حصانة؟”
ردود الفعل الدولية
- إسبانيا وصفت ما جرى بأنه “غير مقبول”.
- فرنسا طالبت بـ”تحقيق مستقل”.
- مصر عبّرت عن “غضب رسمي بالغ”، وأعلنت أنها “تدرس خطوات دبلوماسية”.
- الاتحاد الأوروبي أكد أن “سلامة ممثليه خط أحمر”.
ورغم ذلك، لم يصدر حتى الآن أي قرار بفرض عقوبات أو سحب سفراء.
الموقف الفلسطيني
وزارة الخارجية الفلسطينية وصفت الاعتداء بـ”خرق فاضح لاتفاقية فيينا”، فيما طالبت حركات فلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي المجتمع الدولي بالتحرك الفوري، مؤكدة أن “إسرائيل أصبحت كيانًا فوق القانون دون رادع”.
“إسرائيل ترسل رصاصتها إلى الحصانة الدبلوماسية: رسالة وقحة للعالم من بوابة جنين”
التبرير الإسرائيلي: رواية متهالكة
زعم جيش الاحتلال أن الوفد “دخل منطقة عمليات دون تنسيق”، لكن شهادات الدبلوماسيين وتقارير التنسيق المسبق مع الجانب الإسرائيلي تُكذّب الرواية الرسمية. الفيديوهات تُظهر اتجاه الرصاص نحو الموكب مباشرة دون أي تحذير صوتي.
انتهاك صريح لاتفاقية فيينا
الاتفاقية تنص صراحة في مادتيها 29 و22 على الحصانة الكاملة للدبلوماسيين وحرمة مقارهم وتنقلاتهم. إطلاق النار على موكب دبلوماسي يُعد انتهاكًا مباشرًا يستوجب المحاسبة أمام القانون الدولي.
العالم يُهان من فوهة بندقية إسرائيلية
في ظل الإفلات المتكرر من العقاب، تُظهر إسرائيل ازدراءها المتزايد للمجتمع الدولي، حتى حين يكون هذا المجتمع حاضرًا بشحمه وسفرائه. ومع بقاء الردود الدولية ضمن حدود “القلق والإدانة”، فإن سؤالًا ملحًا يُطرح الآن:
متى يتحول الغضب الدبلوماسي إلى عقاب فعلي؟ ومتى يُكسر الصمت الدولي أمام رصاص الاحتلال؟
بالطبع، إليك إعادة صياغة النص السابق في قالب تقرير صحفي تحليلي محترف، يُبرز الرسائل الأساسية بلغة نقدية متماسكة ومناسبة للنشر في المنصات الجادة:
من النكبة إلى غزة: تاريخ من العنف والاستعمار والتمرد على القيم الإنسانية
منذ نشأته على أنقاض الشعب الفلسطيني عام 1948، لم يُثبت الكيان الإسرائيلي يومًا أنه كيان طبيعي يمكنه التعايش مع محيطه أو الالتزام بالمعايير الأخلاقية والقانونية التي تحكم العلاقات الدولية. نشأ هذا الكيان على العنف والبطش والتضليل، ولا يزال حتى اليوم يعيش على تغذية الخوف ونشر الأزمات وتوسيع الفوضى، لا على أساس العدالة أو الشرعية أو التعايش.
عقدة التفوق: من الإجرام المحلي إلى التهديد الدولي
في علم النفس الاجتماعي السياسي، يُعرف مفهوم “التماهي مع المعتدي” كحالة يلجأ فيها الطرف الأضعف إلى إظهار الولاء للجلاد، بدافع الخوف أو الطمع أو تقليل الخسائر. هذه العلاقة تُفسر سلوك بعض الحلفاء الغربيين تجاه إسرائيل: دعم غير مشروط، رغم انتهاكات صارخة للقانون الدولي، وتاريخ من العدوانية غير القابلة للإصلاح.
لكن هذه العلاقة لا تُنتج احترامًا حقيقيًا. فحتى داخل الأوساط السياسية والإعلامية الغربية، يندر من يكنّ تقديرًا صادقًا لهذا الكيان، بل تُخضع الصورة العامة لـ”مونتاج سياسي” يُظهر الولاء بدل الخوف، والتواطؤ بدل المصلحة، بينما تكشف الحقيقة عن كيان يعجز عن العيش مع الآخر… ومع نفسه.
“حرب غزة 2024–2025: لحظة السقوط الأخلاقي للغرب”
العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2024، وما تخلله من إبادة جماعية وتجويع ممنهج، فجّر السردية الإسرائيلية التقليدية في الإعلام الغربي. لأول مرة، ظهر الكيان بصورته الحقيقية: مجرم حرب ينتهك أبسط قواعد القانون الدولي، يقتل المدنيين والصحافيين وعمال الإغاثة، ويفجّر المدارس والمستشفيات بلا رادع.
وسائل الإعلام الغربية، التي اعتادت تبرير جرائم الاحتلال أو التغطية عليها، وجدت نفسها في حالة عجز كامل أمام بشاعة الصور القادمة من غزة، فانهارت “الأسطورة الأخلاقية” لإسرائيل على وقع الدم والدمار.
الغارات خارج الحدود: سياسة الهروب إلى الأمام
عاجزًا عن تحقيق أهدافه العسكرية في غزة، لجأ الكيان الإسرائيلي إلى تكثيف عملياته خارج الأراضي الفلسطينية، فاستهدف لبنان وسوريا، وضرب في عمق الضفة الغربية، في محاولة يائسة لترميم صورة “الجيش الأقوى في الشرق الأوسط”، وتعويض فشله الذريع في إخراج أسراه أو هزيمة المقاومة.
هذه السياسة تعكس محاولة لتثبيت عقدة التفوق، التي تبرر في العقل الإسرائيلي استخدام العنف كأداة دائمة لفرض الهيبة، حتى لو كان الثمن تدمير دول ومجتمعات بأكملها.
الجهل الدولي بطبيعة المشروع الصهيوني
رغم قرن من الأزمات والحروب المرتبطة بالكيان الصهيوني، لا يزال كثير من الشعوب والحكومات يجهلون عمق ارتباط هذا الكيان بالحركات الاستعمارية والفاشية والنازية العالمية. فإسرائيل ليست مجرد دولة ذات طابع قومي، بل هي مشروع سياسي عابر للحدود، قائم على تفوق عرقي وعداء أيديولوجي للمشتركات الإنسانية.
ما يزيد خطورة هذا المشروع هو تغلغله العميق في مراكز القرار العالمي، سواء عبر المال، أو النفوذ، أو الدعم غير المشروط من قوى كبرى، ما يجعل مواجهته تحديًا وجوديًا للمجتمع الدولي.
التهديد المستقبلي: أوروبا ليست في مأمن
على الأوروبيين أن يُدركوا أن ولاء إسرائيل لهم ليس مضمونًا، ولا دائمًا. فالماضي القريب والبعيد حافل بمحطات طُرد فيها مكونو هذا الكيان من أوروبا ذاتها، ما يولّد لدى النخبة الصهيونية نزعة انتقام دفينة. هذه العقدة قد تدفع إسرائيل في المستقبل، خاصة مع امتلاكها ترسانة نووية، إلى تصدير العنف نحو القارة العجوز، لا لشيء سوى لإثبات تفوقها وللثأر من ذاكرة التاريخ.
فمن يضمن ألا يُمارس ما حدث في غزة ضد مدن أوروبية، إذا ما تضاربت المصالح، أو قررت تل أبيب أن “الامتنان” الغربي لم يعد كافيًا؟
من فلسطين إلى العالم – إسرائيل خطرٌ يتجاوز الجغرافيا
لم تعد القضية الفلسطينية شأنًا محليًا أو عربيًا، بل تحوّلت إلى مقياس عالمي لاختبار صدقية القيم الإنسانية والديمقراطية في عصر ما بعد الاستعمار.
الكيان الإسرائيلي، في بنيته وأيديولوجيته وممارساته، يشكّل تهديدًا بنيويًا للاستقرار الإقليمي والدولي، ومصدرًا دائمًا للفوضى.
على العالم أن يفيق قبل فوات الأوان.
فالسكوت عن هذا المشروع لا يعني فقط خيانة الشعب الفلسطيني، بل يعني تمكين كيانٍ مأزوم أيديولوجيًا ونفسيًا من استخدام تفوّقه العسكري والنووي لتهديد كل من لا يُذعن له، بما في ذلك أولئك الذين منحوه الشرعية.










