يواجه كيان العدو الصهيوني أزمة دبلوماسية غير مسبوقة وصفها الإعلام العبري بأنها “الأكبر والأصعب على الإطلاق”، وذلك مع اقتراب الحرب على غزة من يومها الـ600 وتصاعد الانتقادات الدولية ضد سياسات حكومة الإرهابي بنيامين نتنياهو، لا سيما في ما يتعلق بالعدوان المستمر على قطاع غزة وسوء أوضاع المساعدات الإنسانية في غزة.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، تشهد العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي توتراً حاداً، وصل ذروته بعد إعلان وزير الخارجية الفرنسي دعم بلاده لإعادة النظر في اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، وهي خطوة تعدّ ضربة سياسية واقتصادية كبرى لتل أبيب.
في تطور متزامن، فرضت بريطانيا عقوبات على مستوطنين إسرائيليين بينهم دانييلا فايس، وعلى بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، بالتزامن مع استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن لمحادثات توضيحية تتعلق بالتصعيد في غزة وملف المساعدات.
الرد الإسرائيلي لم يتأخر، إذ وصفت وزارة الخارجية تلك الضغوط بأنها “انتهى زمنها”، في رسالة تعكس الاستعصاء السياسي الإسرائيلي المتزايد أمام الضغوط الغربية.
من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي وقف محادثات اتفاق تجاري جديد بين بريطانيا وإسرائيل، مؤكداً أن استمرار العلاقات “كالمعتاد” بات مستحيلاً في ظل سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية.
أما الاتحاد الأوروبي، فأعلن أن مبادرة إعادة التفاوض على اتفاقية الشراكة الإسرائيلية حظيت بدعم “أغلبية ساحقة”، بما يشير إلى تغير جذري في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل، رغم اعتراض تسع دول منها ألمانيا وإيطاليا والمجر.
ومن بين أبرز الدول الداعمة للمراجعة فرنسا وهولندا وبولندا، وهي دول حليفة تقليدية لإسرائيل، ما يؤشر إلى تراجع الدعم الأوروبي لإسرائيل في ظل استمرار الحرب على غزة والانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.
في السياق، عبّرت لجنة رؤساء الجامعات في إسرائيل عن قلقها من تداعيات الأزمة، محذّرة من تعليق مشاركة تل أبيب في برنامج الأبحاث الأوروبي “هورايزون”، ما قد يفاقم حملات المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل ويؤدي إلى خسائر بمليارات اليوروهات في قطاع الابتكار.
وتشير التقارير إلى أن واشنطن، رغم دعمها الرسمي لتل أبيب، بدأت تواجه ضغوطاً داخلية متزايدة بسبب سلوك حكومة نتنياهو في غزة، وسط تساؤلات داخل الكونغرس الأميركي بشأن جدوى استمرار الدعم غير المشروط.
وختاماً، فإن مجرد طرح فكرة عقوبات أوروبية على إسرائيل ومراجعة الاتفاقيات القائمة يعبّر عن تحول خطير في العلاقات الدولية لإسرائيل، وقد يشكل منعطفاً في مكانتها داخل النظام الغربي، سواء على المستوى السياسي أو الأكاديمي أو الاقتصادي.









