شهدت العاصمة القطرية الدوحة يوم أمس لقاء دبلوماسيا رفيع المستوى بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسمو الأمير رحيم الحسيني، الآغا خان الخامس، الإمام الخمسين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين النزاريين. يأتي هذا اللقاء في ظل تحولات سياسية وجيوسياسية عميقة في سوريا، أبرزها وصول أحمد الشرع إلى سدة الحكم كرئيس انتقالي للبلاد عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
مضمون اللقاء وتعهدات الطرفين
كشفت مصادر سورية لـ المنشر الاخباري أن المحادثات بين الأميرين تمحورت حول مستقبل الطائفة الإسماعيلية في سوريا في ضوء المستجدات السياسية، حيث أعرب أمير قطر عن دعمه لحقوق هذه الطائفة، وتعهد بضمان حمايتهم في سوريا من خلال دعم الحكومة الانتقالية الجديدة بقيادة أحمد الشرع.
كما ناقش اللقاء سبل مشاركة شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) في جهود إعادة إعمار سوريا، وخاصة في المناطق التي تقطنها الطائفة الإسماعيلية.
ووفقا للمصادر، فإن أحمد الشرع تعهد بدوره للأمير رحيم آغا خان بحماية أبناء الطائفة الإسماعيلية في سوريا وضمان عدم التعرض لهم، في إطار توجهات الدولة الجديدة نحو المصالحة الوطنية وحماية مكونات المجتمع السوري كافة.
الاتفاقيات التنموية بين قطر وشبكة الآغا خان
جاء اللقاء متزامنا مع توقيع عدد من الاتفاقيات بين شبكة الآغا خان للتنمية وصندوق قطر للتنمية، أبرزها مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال التنمية المستدامة ودعم المجتمعات التي تواجه تحديات معقدة.
كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين صندوق الآغا خان للثقافة ومتاحف قطر، لتعزيز التعاون الثقافي وتبادل الخبرات في حفظ التراث.
الطائفة الإسماعيلية في سوريا: تاريخ ومكانة
تعد الطائفة الإسماعيلية من الأقليات البارزة في سوريا، ويقدر عدد أفرادها بنحو 300 ألف نسمة، يتوزعون بشكل رئيسي بين مدينة السلمية في محافظة حماة ومناطق أخرى في محافظتي طرطوس وحماة.
وتنقسم الطائفة إلى فرعين رئيسيين: الإسماعيلية المؤمنية، والإسماعيلية الآغا خانية التي تتبع القيادة الروحية للآغا خان.
تاريخيا، شكلت مدينة السلمية مركزا هاما للحركة الإسماعيلية، ولا تزال اليوم مقرا لمؤسسات الطائفة، مثل المجلس الشيعي الإسماعيلي الأعلى، إضافة إلى فروع شبكة الآغا خان للتنمية. وتساهم هذه المؤسسات في أنشطة متعددة تشمل التعليم والصحة والتنمية الريفية، وتخدم شرائح واسعة من المجتمع السوري.
تحديات المرحلة الانتقالية وفرص الدعم الدولي
مع تولي أحمد الشرع رئاسة الدولة السورية في مرحلة انتقالية حرجة، باتت حقوق الأقليات، ومنها الطائفة الإسماعيلية، تحت المجهر، وسط مخاوف من الفراغ الأمني والتوترات المتبقية من النظام السابق.
وفي تصريحاته، أكد الشرع على التزامه بحماية كافة الطوائف والمكونات، داعيا إلى مصالحة وطنية شاملة.
إلا أن التحديات الأمنية لا تزال حاضرة، لا سيما في المناطق الساحلية، حيث لا تزال هناك جيوب مقاومة من فلول النظام السابق، ما يعزز الحاجة إلى دعم دولي لحماية الأقليات، وإعادة بناء الدولة على أسس المواطنة والمساواة.










