نددت الحكومة السودانية، على لسان وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسمها، خالد الإعيسر، بما وصفته بـ”الابتزاز السياسي” والتزييف الأمريكي المتعمد للحقائق، وذلك عقب إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة على السودان بزعم استخدام أسلحة كيميائية خلال الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ أبريل 2023.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، قال الإعيسر إن الادعاءات الأمريكية لا تستند إلى أي دليل، وتأتي في سياق خارطة طريق أمريكية قديمة وضعت عام 2005، تُعدل وتُستخدم لخدمة الأجندات الأمريكية دون اعتبار لحقيقة الأوضاع على الأرض.
وأوضح الإعيسر أن القوات المسلحة السودانية تتعرض لحملة تضليل ممنهجة بعد تحقيقها مكاسب ميدانية، وتعيين رئيس وزراء جديد، ما شكل نقطة تحول في مسار استعادة الدولة وبناء مؤسساتها.
انتقادات لأمريكا وتأكيد على الدعم الإماراتي للميليشيات
كما أشار الوزير السوداني إلى تصريحات السيناتور الأمريكية سارة جاكوب، التي اتهمت إدارة بلادها بـ”التواطؤ” مع الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، المدعومة، بحسب قوله، من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي “تزود الميليشيات بطائرات مسيرة وأسلحة أمريكية حديثة وتمويل مالي معترف به من لجنة خبراء الأمم المتحدة”.
وفي رد على قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات جديدة، قال الإعيسر إن الولايات المتحدة تعيد استخدام مزاعم باطلة كما حدث في قصف مصنع الشفاء للأدوية في 1998، وتلجأ اليوم إلى تكرار اتهامات مشابهة بشأن أسلحة كيميائية، رغم غياب الأدلة.
موقف السودان: “ماضون في معركة الكرامة”
وأكد الناطق باسم الحكومة أن السودان لن يلتفت إلى محاولات العرقلة الخارجية، وأنه “ماضٍ في طريقه لتحقيق النصر الكامل في معركة الكرامة، وتحرير البلاد من الميليشيات والتدخلات الأجنبية”، مشيرًا إلى أن أي محاولات لفرض اتفاقات انتقالية مصطنعة قد فشلت في السابق.
خلفية العقوبات الأمريكية
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت أمس الخميس أنها ستفرض عقوبات جديدة على السودان، تشمل قيودًا على الصادرات والوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية، بعد تأكيدها استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في عام 2024، في انتهاك صارخ للمعاهدات الدولية، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وميليشيا قوات الدعم السريع أسفرت عن أكثر من 24 ألف قتيل، ودفعت أكثر من 14 مليون شخص للنزوح داخل البلاد وخارجها، في ظل أزمة إنسانية خانقة ونقص حاد في الغذاء والدواء.










