في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من مجاعة وشيكة في قطاع غزة، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، أن المخطط الإسرائيلي المقترح لتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع “لن ينجح”، واصفا إياه بأنه يخدم “هدفا عسكريا أكثر منه قلقا إنسانيا حقيقيا”.
وقال لازاريني، في منشور نشر على صفحة “الأونروا” الرسمية، السبت، إن “من غير الممكن لأي منظمة إنسانية تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية أن تلتزم بمثل هذا النموذج”، في إشارة إلى الآلية التي اقترحتها إسرائيل والتي تهدف إلى إنشاء مراكز توزيع مساعدات تحت إشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن هذه الخطة “قد تؤدي إلى إقصاء شرائح واسعة من السكان، بمن فيهم ذوو الإعاقة وكبار السن، عن الوصول إلى المساعدات الضرورية”، محذرا من استخدامها كأداة ضمن “أهداف عسكرية”.
كارثة إنسانية متصاعدة
يأتي هذا التصريح في ظل تحذيرات أممية متكررة من تصاعد خطر المجاعة في القطاع المحاصر. فقد كشف المتحدث باسم “الأونروا” عدنان أبو حسنة، في تصريح لقناة “سكاي نيوز عربية”، أن ما لا يقل عن 300 ألف فلسطيني في قطاع غزة في “خطر شديد”، مؤكدا أن السكان “يموتون جوعا أو تحت القصف”.
وأوضح أبو حسنة أن القطاع “يعاني من مجاعة لم يشهد لها مثيلا”، داعيا إلى تدخل دولي فوري لوقف الانهيار الإنساني ومنع التهجير القسري، خاصة بعد تصاعد العمليات العسكرية في محيط مدينة رفح.
مساعدات غير كافية
رغم تخفيف إسرائيل لبعض القيود على دخول المساعدات الإنسانية هذا الأسبوع، إلا أن تلك المساعدات ما تزال “إبرة في كومة قش”، وفق تعبير لازاريني في منشور له على منصة “إكس” يوم الجمعة. وأشار إلى أن الفلسطينيين في غزة “حرموا من أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعا”.
وشدد المفوض العام للأونروا على أن الحد الأدنى اللازم لتغطية الاحتياجات الإنسانية اليومية لسكان القطاع يتراوح بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميا، تدار من قبل الأمم المتحدة و”الأونروا”.
ورغم دخول كميات محدودة من الطحين مؤخرا، مكنت بعض المخابز في دير البلح وخان يونس من استئناف عملها جزئيا، إلا أن برنامج الأغذية العالمي حذر من أن نحو مليوني شخص في غزة معرضون لخطر الجوع الشديد، داعيا إلى “إجراءات فورية” لمنع الكارثة.
نداء عاجل للمجتمع الدولي
في ختام تصريحاته، جدد لازاريني دعوته لإسرائيل بالسماح بتدفق المساعدات بشكل فوري ودون عوائق، مؤكدا أن المسار الوحيد لتفادي الكارثة الإنسانية في غزة هو “توفير ممرات إنسانية آمنة، وتسهيل عمل الوكالات الدولية دون تدخلات عسكرية”.
وتبقى الأزمة في قطاع غزة اختبارا حقيقيا لمدى التزام المجتمع الدولي بالمبادئ الإنسانية، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والخدمية، ومخاوف من تفشي الأوبئة إلى جانب المجاعة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها القرن.










