يشهد سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري اليوم الأحد الموافق 25 مايو 2025 حالة من الاستقرار الملحوظ في البنوك المصرية، مع بداية أول يوم عمل بعد انتهاء العطلة الأسبوعية للقطاع المصرفي. يأتي ذلك في ظل ترقب واسع من المستثمرين والمواطنين لأي تحركات جديدة في سعر الصرف، وسط ظروف اقتصادية محلية وعالمية متغيرة، فيما شهد الدولار تراجعا عالميا.
سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم
استقر متوسط سعر الدولار في البنك المركزي المصري عند 49.83 جنيه للشراء و49.97 جنيه للبيع. أما في البنك الأهلي المصري فقد بلغ سعر الشراء 49.85 جنيه وسعر البيع 49.95 جنيه. وفي بنك مصر تراوح سعر الشراء بين 49.84 جنيه و49.85 جنيه، بينما تراوح سعر البيع بين 49.94 جنيه و49.95 جنيه. أما في بنك القاهرة فقد بلغ سعر الشراء 49.85 جنيه وسعر البيع 49.95 جنيه. وفي البنك التجاري الدولي بلغ سعر الشراء 49.85 جنيه وسعر البيع 49.95 جنيه. وسجل بنك الإسكندرية سعر شراء 49.85 جنيه وسعر بيع 49.95 جنيه. أما بنك قناة السويس فقد سجل سعر شراء 49.86 جنيه وسعر بيع 49.96 جنيه. بينما سجل مصرف أبوظبي الإسلامي أعلى سعر للدولار اليوم عند 49.94 جنيه للشراء و50.04 جنيه للبيع.
تحليل أسباب الاستقرار
يعود الاستقرار الحالي لسعر الدولار في مصر إلى عدة عوامل. أولها استمرار البنك المركزي المصري في تبني سياسات نقدية حذرة تهدف إلى الحفاظ على استقرار سوق الصرف. كما ساهم تحسن موارد النقد الأجنبي، خاصة من السياحة وتحويلات المصريين بالخارج، في تعزيز قدرة البنوك على تلبية الطلب على الدولار. ويلاحظ أيضا هدوء نسبي في الطلب على العملة الأمريكية من قبل المستوردين مع اقتراب نهاية الشهر ووجود التزامات مالية محددة. بالإضافة إلى ذلك، هناك ترقب في الأسواق لأي قرارات جديدة من البنك المركزي أو الحكومة بشأن أسعار الفائدة أو سياسات دعم الجنيه.
الوضع الاقتصادي وتأثيره على سعر الدولار
تشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى تحسن في بعض القطاعات الصناعية خلال شهر مارس من عام 2025، حيث ارتفع الرقم القياسي للصناعات التحويلية والاستخراجية بنسبة 3.9% مقارنة بالشهر السابق، مع نمو ملحوظ في الصناعات الغذائية. هذا التحسن يساهم في دعم الجنيه المصري عبر زيادة صادرات بعض القطاعات وتقليل الضغط على الدولار. في المقابل، لا تزال بعض القطاعات تعاني من تراجع الطلب، مثل صناعة التبغ والطباعة، ما قد يؤثر على ميزان المدفوعات في المدى المتوسط.
توقعات وتحذيرات للسوق
رغم الاستقرار الحالي، يبقى السوق المصري في حالة ترقب لأي متغيرات عالمية، خاصة مع استمرار التقلبات في أسعار الفائدة العالمية وتغيرات أسعار السلع الأساسية. كما أن أي زيادة مفاجئة في الطلب على الدولار، سواء من المستثمرين أو المستوردين، قد تؤدي إلى تحركات جديدة في سعر الصرف. ينصح خبراء الاقتصاد بمتابعة البيانات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي والبنوك الكبرى، وتجنب التعامل مع السوق السوداء أو مصادر غير موثوقة للحصول على الدولار.
عالميا
على المستوى العالمي يشهد الدولار الأمريكي خلال عام 2025 ضغوطاً كبيرة في الأسواق العالمية، حيث انخفض مؤشر الدولار بنسبة 7.5 منذ بداية العام، وهو ما يمثل تراجعاً ملحوظاً مقارنة بفترات سابقة من القوة. جاء هذا التراجع نتيجة عدة عوامل، أبرزها المخاوف من تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي وارتفاع معدلات التضخم بسبب السياسات التجارية الجديدة وفرض تعريفات جمركية واسعة على دول عديدة، إضافة إلى القلق المتزايد بين المستثمرين الدوليين بشأن السياسة المالية في الولايات المتحدة.
كما ساهمت تقارير عن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز إلى Aa1 في زيادة الضغوط على الدولار، حيث فقد بذلك آخر تصنيف ائتماني ثلاثي من وكالات التصنيف الكبرى، ما أثار مخاوف حول ارتفاع العجز الحكومي وتزايد الدين العام الأمريكي.
رغم هذا التراجع، لا تزال العملة الأمريكية تحتفظ بمكانتها كعملة احتياطية أولى في العالم، حيث تشكل 57.8 من احتياطيات العملات العالمية، متقدمة بفارق كبير عن اليورو والين. ويتوقع محللون أن يستمر الدولار في التذبذب مع ميل طفيف نحو المزيد من الانخفاض في المدى القريب، في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن قرارات الفيدرالي الأمريكي وتطورات الاقتصاد العالمي.
أما بالنسبة لأسعار الصرف أمام العملات الرئيسية، فقد سجل الدولار في آخر تداولاته انخفاضاً أمام اليورو والين الياباني، مع استمرار الترقب في الأسواق لأي إشارات جديدة من البنوك المركزية الكبرى حول السياسات النقدية.











