في ظل صمت العالم وصخب الأسلحة، ارتكبت آلة الاحتلال الصهيوني جريمة بشعة لا تُمحى من ذاكرة الإنسانية، حين استُشهد تسعة أطفال أبرياء من عائلة الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار في قصف مدمر استهدف منزلهم في خان يونس جنوب قطاع غزة.
بينما يرقد الأب الطبيب حمدي النجار في العناية المركزة والطفل آدم الناجي الوحيد يتلقى العلاج، تتكشف مأساة هذه العائلة التي جُرّدت أرواح أطفالها بدم بارد تحت وابل من القصف والدمار.

عائلة كانت محاصرة وتحت نيران كثيفة من طائرات الاحتلال المسيرة وقذائف الدبابات، وتعرض منزلها للقصف رغم أن لا علاقة لها بأي نشاط سياسي أو مقاومة.
هذه المجزرة التي تهزّ ضمير الإنسانية تكشف الوجه القبيح لحصار لا يرحم وعدوان بلا تمييز، يطال حتى أضعف المخلوقات دون رحمة، وسط صمت دولي مخزي يستمر في السماح بهذا الانتهاك الوحشي بحق المدنيين في غزة.
روت عائلة الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار تفاصيل مأساة استشهاد تسعة من أطفالها بقصف إسرائيلي استهدف منزلهم في منطقة قيزان النجار بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

بينما يرقد الأب الطبيب حمدي النجار في قسم العناية المركزة بجروح خطيرة، يتلقى الطفل الوحيد الناجي من المجزرة “آدم” العلاج في مجمع ناصر الطبي.
قالت سهر النجار، ابنة شقيقة الطبيب حمدي، إن العائلتين كانتا محاصرتين في المنطقة وتعرضتا لإطلاق نار كثيف من قبل طائرات الاحتلال المسيرة وقذائف الدبابات والطائرات الحربية.
وأضافت أن خالها حمدي طلب منهم التحلي بالهدوء والانتظار لتنسيق إجلائهم، لكن القصف اشتد قبل استهداف منزل العائلة.

وأوضحت أن الصواريخ سقطت عليهم وشعروا بانفجارات قوية، واضطروا للخروج بالراية البيضاء، لكنهم لم يجدوا ملامح لمنزل خالها الذي كان متواجدًا فيه مع أطفاله العشرة.
وأكدت أن الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين ستة أشهر واثني عشر عامًا، استشهد منهم تسعة ونجا واحد فقط، مشددة على أن الاستهداف كان مباشراً للأطفال، رغم أن خالها لم يكن مرتبطًا بأي نشاط سياسي أو مقاوم.
قال علي النجار، عم الأطفال، إن شقيقه رفض النزوح من المكان بسبب عمله كطبيب، وأن الانفجار الذي أدى إلى استشهاد الأطفال هزّ مدينة خان يونس بأكملها.

عند وصوله إلى الموقع، وجد الطفل آدم مغطى بالركام وينزف من جميع أطرافه، بينما كان الأب يعاني من جروح خطيرة وبيده مبتورة.
حاول مع فرق الدفاع المدني إنقاذ بقية الأطفال، لكنهم فوجئوا بجثثهم المتفحمة، وتمكنوا من انتشال سبعة منهم فقط، بينما لم يتمكنوا من إخراج الاثنين الآخرين بسبب القصف المتواصل.
دفنوا الأشلاء السبعة في قبر واحد، وناشدوا المجتمع الدولي السماح بسفر الأب وابنه لتلقي العلاج وإنقاذ حياتهما.
تأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة طويلة من الهجمات التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة، حيث تسبب القصف الإسرائيلي المتكرر بسقوط آلاف الشهداء، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، ما يفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع ويستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً لوقف التصعيد وحماية المدنيين الأبرياء.
تشكل مأساة عائلة الطبيبة آلاء النجار دليلاً صارخاً على مدى وحشية العدوان الإسرائيلي وانتهاكه المتكرر للقوانين الدولية التي تحمي المدنيين، خصوصاً الأطفال الذين هم أبرياء من أي صراع أو خلاف سياسي.
هذا القصف الممنهج لا يستهدف فقط الجغرافيا بل يستهدف النسيج الاجتماعي والإنساني في قطاع غزة، في محاولة واضحة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني عبر إلحاق أكبر قدر من الألم والخسائر.
ومع استمرار صمت المجتمع الدولي وغياب إجراءات فعالة تردع هذا العدوان، تزداد معاناة المدنيين وتتعقد فرص تحقيق السلام.
لا يمكن لحقوق الإنسان أن تبقى رهينة مصالح سياسية أو حسابات جيوسياسية؛ فوقف هذا الانتهاك وتحقيق العدالة للضحايا بات أمراً ملحاً وواجباً إنسانياً وأخلاقياً على العالم أجمع.










