في خطوة تعكس تنامي العلاقات الدفاعية بين روسيا وإثيوبيا، عززت موسكو وأديس آبابا شراكتهما العسكرية خلال محادثات رفيعة المستوى عقدت في موسكو يوم الاثنين، بمشاركة وفد عسكري إثيوبي رفيع ترأسه رئيس الأركان العامة الجنرال برهانو جولا.
وشارك في الاجتماع أيضا الفريق أول يلما ميرداسا، القائد العام للقوات الجوية الإثيوبية، حيث التقى الوفد بنائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين لمناقشة ملفات التعاون الدفاعي، والاستقرار الإقليمي، والشراكات العسكرية المستقبلية بين البلدين.
التزام مشترك بتوسيع التعاون العسكري
بحسب وسائل إعلام روسية، اتفق الطرفان على تعزيز التنسيق العسكري، وتفعيل الاتفاقيات القائمة، وتوسيع قنوات التواصل بين المؤسستين العسكريتين، بما يشمل التدريب، وتبادل الخبرات، والدعم اللوجستي.
وأكد الجانبان أهمية هذا التعاون في تعزيز الاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي، في ظل ما تشهده من تحديات أمنية متصاعدة، وفي سياق المنافسة الدولية المتزايدة على النفوذ في إفريقيا.
تعاون بحري متصاعد
يمثل التعاون البحري أحد محاور الشراكة الاستراتيجية، حيث زار وفد روسي برئاسة نائب قائد البحرية الروسية الأدميرال فلاديمير فوروبييف منشآت بحرية إثيوبية في بيشوفتو، جنوب العاصمة أديس أبابا، في مارس الماضي. وناقش الوفد دعم القدرات البحرية الإثيوبية، بما في ذلك التدريب وبناء البنية التحتية.
وتعود جذور هذا التعاون البحري إلى فبراير 2022، حين زار وفد من البحرية الروسية المديرية العامة للبحرية الإثيوبية لأول مرة. وصرح اللواء الروسي أوستريكوف آنذاك بأن الوفد الروسي “شاهد عن كثب الجهود الجادة التي تبذلها إثيوبيا لإحياء وتحديث قواتها البحرية، وبناء مؤسسة بحرية وطنية يعتز بها الشعب الإثيوبي”.
سياق جيوسياسي أوسع
يأتي تعميق الشراكة العسكرية الإثيوبية-الروسية في سياق التوتر المتزايد بين روسيا والدول الغربية، ومحاولة موسكو توسيع نفوذها في إفريقيا عبر بوابات متعددة، من بينها إثيوبيا، التي تمثل لاعبا محوريا في منطقة القرن الأفريقي.
كما يأتي ذلك في ظل تنامي الاهتمام الروسي بدعم الدول الإفريقية في مجالات الأمن والدفاع، في مواجهة النفوذ الأمريكي والصيني المتصاعد.
ويعكس هذا التعاون أيضا رغبة إثيوبيا في تنويع شركائها العسكريين، وتعزيز قدراتها الدفاعية وسط تحديات داخلية وإقليمية متزايدة، خاصة بعد الصراعات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.










