اشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استعداده للقاء نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي إذا لزم الأمر بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على أوكرانيا. وأوضح ترامب أنه تجنب فرض عقوبات على روسيا لتفادي إفساد أي صفقة محتملة.
في لقاء على قناة “BBC عربي” تحدث د. سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، حول التطورات الأخيرة في الحرب، خاصةً بعد تصريحات الرئيس ترامب وتحركات القوات الروسية.
حيث أوضح أن تواجد 50 ألف جندي روسي بالقرب من حدود سومي الأوكرانية يشكل تهديدًا عسكريًا استراتيجيًا وتكتيكيًا كبيرًا لأوكرانيا. هذه الحشود قد تشن هجومًا واسع النطاق في أي وقت، مما يؤدي إلى توسيع الجبهة وتشتيت القوات الأوكرانية العاملة في اتجاهات أخرى. وأشار إلى أن الأهداف الاستراتيجية المحتملة لهذه التحركات تتضمن استنزاف وإرهاق القوات الأوكرانية عبر الضغط على أكبر قدر ممكن من الجبهة، مما قد يخلق نقاط ضعف يمكن استغلالها للتقدم والاختراق. ورغم بعض المحاولات الروسية للدخول واختراق مناطق حدودية باءت بالفشل، إلا أن هناك معلومات غير مؤكدة تشير إلى سيطرة روسيا على أربع قرى حدودية صغيرة.
ويرى أن طلب الرئيس زيلينسكي عقد لقاء ثلاثي مع ترامب وبوتين يهدف إلى الضغط السياسي على كلا الرئيسين. حيث ان رفض بوتين للقاء الثنائي قد يُفسر من قبل ترامب، بينما رفض اللقاء الثلاثي قد يُعتبر إهانة شخصية له. وأشار إلى التغير الملحوظ في اللهجة الأمريكية تجاه الأزمة، لكنه نوه إلى أن مواقف ترامب متقلبة. في المقابل، يُظهر زيلينسكي إرادة سياسية قوية ورغبة واضحة في المفاوضات، بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين، مما يجعله الطرف الراغب في إنهاء الحرب.
وأوضح أن دعم الصناعات العسكرية الأوكرانية بالخبرات والمال لتصنيع أسلحة بعيدة المدى سيعقد المشهد الدبلوماسي. وأوضح أن المشهد معقد أساسًا بسبب التعنت والتصلب في المواقف الروسية المعلنة بشكل دوري من مختلف القيادات الروسية، بما في ذلك التهديدات باندلاع حرب عالمية ثالثة وإنكار وجود الدولة والشعب الأوكراني. ويرى أن التحركات الأوروبية تأتي كرد فعل على الرفض الروسي لوقف إطلاق النار والتصعيد الصاروخي، وبالتالي لا يتوقع تغييرات جذرية في المستقبل القريب.










