في زيارة وصفت بالمفاجئة والرفيعة المستوى، وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم كل من رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني الإثيوبي، رضوان حسين، ومستشار رئيس الوزراء الإثيوبي لشؤون القرن الأفريقي، غيتاجو ردا، حاملين رسالة رسمية من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
أهداف الزيارة ورسائلها:
تأتي هذه الزيارة في إطار تحركات دبلوماسية أمنية مكثفة تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والأمنية بين الخرطوم وأديس أبابا، في ظل وضع إقليمي متقلب وتحديات استراتيجية متزايدة.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، حمل الوفد الإثيوبي رسالة رسمية تضمنت دعوة لتعزيز التنسيق الثنائي في مجالات الأمن والاستخبارات وتأكيد أهمية التعاون المشترك في ضمان استقرار منطقة القرن الأفريقي.
كما تضمنت مقترحات لتقريب وجهات النظر بشأن سد النهضة وملفات المياه الحدودية، وتعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي لمواجهة الجماعات العابرة للحدود والتحديات المشتركة في شرق أفريقيا.
الخلفية الإقليمية:
تأتي الزيارة في وقت يشهد فيه الإقليم إعادة رسم لتحالفاته التقليدية، خاصة في ظل ما يعتقد أنه فتور في العلاقات بين السودان ومصر، نتيجة تباينات في المواقف بشأن مشاركة الإسلاميين في المؤسسة العسكرية السودانية، وهو ما يثير قلق القاهرة من احتمال تقارب جديد بين الخرطوم وأديس أبابا.
ويرى مراقبون أن الرسالة الإثيوبية تعكس نية صريحة لتعزيز التعاون مع السودان كجزء من استراتيجية أديس أبابا لموازنة نفوذ القاهرة وتوسيع شبكتها الإقليمية.
شخصيات الزيارة ودلالاتها:
رضوان حسين، رئيس جهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي، يعد من أقرب المقربين لرئيس الوزراء آبي أحمد، وعين في منصبه في فبراير 2024، حيث لعب دورا محوريا في ملفات الوساطة الإقليمية والتنسيق الأمني عبر القرن الأفريقي.
أما غيتاجو ردا، فهو من أبرز صانعي السياسة الإقليمية في مكتب آبي أحمد، وكان له حضور فاعل في مفاوضات عديدة تتعلق بالأمن والموارد المشتركة في الإقليم.
ردود وتوقعات:
لم تصدر تصريحات رسمية من الجانب السوداني حتى الآن بشأن مضمون الرسالة الإثيوبية، إلا أن مصادر قريبة من دوائر الحكم في الخرطوم أفادت بأن الزيارة “تلقى اهتماما كبيرا”، خاصة في ظل انشغال السودان بإعادة ترتيب علاقاته الإقليمية وسط حرب داخلية وتحديات اقتصادية وأمنية خانقة.
ويرجح محللون أن تشهد العلاقات السودانية الإثيوبية دفعة جديدة، خصوصا إذا نجح الطرفان في بناء تفاهمات أمنية متقدمة، قد تكون مقدمة لصفقة سياسية أو تعاون استراتيجي بعيد المدى.










